um6p
وجهة نظر. حقيقة الدعم الأمريكي لحزب العدالة والتنمية المغربي

وجهة نظر. حقيقة الدعم الأمريكي لحزب العدالة والتنمية المغربي

شطاري "خاص"7 أغسطس 2016آخر تحديث : الأحد 7 أغسطس 2016 - 5:03 مساءً

محمد سالم العربي:

لازال الحديث عن الدعم الامريكي لجماعة الاخوان المسلمين بالعالم العربي يلقي بظلال قاتمة من الشك والريبة على العلاقة التي تجمع بعض تيارات الاسلام السياسي بلوبيات صناع القرار على مستوى البيت الابيض.

و قد كانت أولى حلقات هذا الدعم مع بداية ما سمي “الربيع العربي” الذي تصدرت مشهده الحركات الاسلامية  بالنظر لقدرتها على الحشد و التنظيم و التأطير، مقدمة نفسها على أنها البديل الأكثر جاهزية لقيادة دفة الحكم بهذه البلدان المترهلة أمنيا و اقتصاديا و المتأخرة سياسيا و حقوقيا، ما جعلها تتساقط كأحجار “الدومينو” مع أول حراك شعبي حقيقي جارف.

ولأن الماسكين على القرار السياسي والدولي الأمريكي يؤمنون بأن لا صداقات دائمة ولكن هناك مصالح دائمة، فقد تخلت واشنطن عن حلفائها التقليديين بالمنطقة العربية من خلال الرهان على حصان الاسلاميين مرحليا لتنزيل مشروع الشرق الأوسط الكبير.

ولم يسلم المغرب من كواليس المشهد، حيث كانت جماعة “الاخوان المسلمين” ممثلة في “حركة التوحيد و الاصلاح” الذراع الدعوي لحزب العدالة و التنمية قد باشر أيضا مفاوضات مباشرة مع السفير الامريكي بالرباط، و هي مفاوضات شملت أيضا حركة “العدل و الاحسان” إبان بزوغ حركة 20 فبراير قبل أن يأفل نجمها، و قد فشل الفصيلان في الحصول على ضوء أخضر أمريكي لتغيير واجهة المشهد السياسي بالمغرب الذي رأت الولايات المتحدة الامريكية التي تعيث في العالم فسادا و خرابا أن النظام السياسي القائم به يشكل واجهة مشرفة لحليف تقليدي يحبو بخطوات حثيثة في إطار تعزيز الممارسة الديمقراطية مقترحا على حزب العدالة و التنمية منحه الغطاء السياسي للتربع على رئاسة الحكومة، وكذا الدعم المالي الكبير حسب ما كشفت عنه بعض وثائق “ويكليكيس” المسربة مؤخرا.

وثائق تبرز للوجود في وقت حساس ونحن على مشارف الاستحقاقات الانتخابية يوم السابع من أكتوبر القادم، الأمر الذي قد يهز شعبية حزب العدالة و التنمية، و الذي يعتبره كثيرون قد أخفق في تدبير عديد الملفات الاجتماعية العالقة، و عرفت القدرة الشرائية للمواطنين ارتفاعا مهولا في عهده، كما شهدت الحريات السياسية و النقابية تضييقا و تراجعا خطيرا، بالاضافة إلى إجهاز حكومته على العديد من المكتسبات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية.

رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

شطاري "خاص"