شطاري-محمد معروف الدهاه
الداخلة تتنفس الصعداء…
بعد غليان الشارع المحلي، ها قد عادت الاوضاع الى حالتها الطبيعية، كما عاد جميع الفرقاء السياسيين ومناصري كل التكتلات الى رشدهم بانصهار الاقطاب في قطب واحد، طبقا لمجموعة من التوافقات المركزية والمحلية الرامية الى تقاسم تسيير المؤسسات، توافقات تنفست معها الساكنة الصعداء حيث عمت الطمأنينة وشعرت الساكنة بالارتياح، وتبخرت هواجس الخوف من خروج الامور عن السيطرة حين كان الوضع الامني مهدد طيل فترة انتظار تشكيل المجالس المنتخبة، بالمقابل خيمت الروح الايجابية، والتفاؤل لدى السكان والمتتبعين بعد تسمية الرؤساء.
اليوم يسود التفاؤل في مختلف الاوساط المحلية نظرا للمؤشرات الوطنية والمحلية التي توحي بمدة انتدابية مميزة من خلال بوادر التناغم الحكومي الذي انعكس بشكل مباشر على تشكيلة المجالس المنتخبة محليا وجهويا.
الآن وقد دقت ساعة العمل وانزاحت المتارس والعراقيل، والحواجز وكل التفاهات التي كانت تغذي الصراع الذي طال امده بين مدبري الشأن العمومي المحلي، رغم الاحتفاظ بجل الاسماء التي كانت تؤثث المشهد السياسي السابق، مع بوادر تغيير اتجاه البوصلة والاشتغال على عملية تحديث العقلية لنزع فتيل الصراع الفئوي الضيق، من اجل تدارك التأخير الحاصل في الزمن التنموي لتلبية متطلبات وحاجيات الساكنة والمدينة والجهة، وتجاوز النقص الذي كان موضوع تراشق الاغلبية والمعارضة في العهد السابق.
بهذا التناغم والتوافق السياسي صارت طريق التنمية معبدة وسالكة، مما يسمح للسكان والمتتبعين مراقبة العمل بعيون غير مشتتة الرؤيا بل مركزة على الكبيرة والصغيرة وجاهزة لتحاسب قبل يوم الحساب.
اليوم كل المعطيات الايجابية في ظل المناخ السياسي السائد تشجع من تحملوا مسؤولية تدبير الشان العام بهذه الجهة على العمل الجاد ، اذ تمكنهم من خلق دينامية جديدة في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية والبيئية، ومن ايجاد حلول لمشاكل قطاعي التعليم والصحة، ومن توفير مناصب شغل للمعطلين من حملة الشواهد، ومن توفيرالسكن اللائق لإيواء الأسر الفتية والمعوزة، ومن حل مشاكل فئة العائدين الى ارض الوطن، ومن خلق انشطة مدرة للدخل لفائدة الارامل والمطلقات ومساعدة كل الفئات المحتاجة، كما تمكنهم من تنمية المدينة لتظهر بحلة تليق بجمالها حتى يعود لها ألقها وتسترجع نخوتها وعنفوانها.
لقد كانت الامكانيات المالية متوفرة ولاتزال وستزداد، فما على مدبري الشان العام إلا ان يشمروا عن سواعدهم لتحقيق طموحات الساكنة التي تعلق عليهم الكثير من الآمال خاصة انه لاول مرة تنبثق عن الانتخابات مجالس تضم كل فرقاء الامس مما سيكون له -لا محالة- انعكاسا ايجابيا على جميع مناحي حياة المواطنين الاقتصادية والاجتماعية، شريطة ان يكون هذا التحالف حقيقيا مبنيا على صدق النوايا، ثم خدمة المصلحة العامة، وليس تحالفا على تقاسم الكعكة فقط، وترك الساكنة والجهة مجددا تواجه امواج التخلف والحرمان.
جميعا في انتظار اولى خطوات مجالسنا المنتخبة…
بقلم: محمد معروف الدهاه.