um6p
تحليل. كيف ستتعامل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد “دونالد ترامب” مع ملف الصحراء؟

تحليل. كيف ستتعامل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد “دونالد ترامب” مع ملف الصحراء؟

شطاري "خاص"9 نوفمبر 2016آخر تحديث : الأربعاء 9 نوفمبر 2016 - 5:45 مساءً

محمد سالم العربي:

شكل الإعلان المفاجئ عن فوز المرشح الجمهوري المثير للجدل “دونالد ترامب” في السباق الرئاسي الأمريكي، على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، صدمة قوية للعالم أجمع، ولحلفاء واشنطن بالدرجة الأساس.

ذلك أن الادارة الأمريكية توجه بشكل مباشر وغير مباشر العديد من الملفات الدولية المعقدة، حتى ولو كانت في عهدة المنظومة الدولية، ومن ضمن تلك الملفات قضية النزاع حول الصحراء بين المغرب وجبهة “البوليساريو”.

إدارة الرئيس المنتهية ولايته “باراك أوباما” لم تكن مثالية في التعاطي مع الملف، من وجهة النظر المغربية، حيث قامت بمحاولات متكررة لفرض إدراج مراقبة حقوق الإنسان ضمن المهام الموكلة للبعثة الأممية المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار في الصحراء (المينورسو)، وهو ما ترفضه الرباط بشدة، قبل أن تتراجع الإدارة الأمريكية تحت ضغط حلفاء المغرب مثل فرنسا على وجه التحديد.

ومع ذلك ظل أوباما شخصيا حريصا على متانة علاقات بلاده مع الرباط، واعتبارها حليفا استراتيجيا لواشنطن، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، وسبق أن وصف المبادرة المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي في الصحراء بأنها واقعية وجدية وذات مصداقية.

غير أن المغرب، ومعه كثيرون من حكومات العالم، قد لا يكون مسرورا بفوز “ترامب”، ليس لأنه رئيس جمهوري، فحزبه أقرب إلى الرباط من الحزب الديمقراطي، ولكن لأن خبرته بالسياسة الخارجية معدومة، وبالتالي قد يبدو غير مكترث بأهمية التحالف الاستراتيجي مع المغرب، بل إن تحالفه المنتظر مع روسيا قد يذهب بملف الصحراء إلى منعطف جديد تجد فيه الرباط نفسها وجها لوجه مع تداعيات استخدام جزائري متوقع لتحالفها مع موسكو من أجل فرض البيت الأبيض على النظر إلى النزاع من زاوية جديدة.

صحيح أن روسيا، ووفق البيان الختامي لزيارة الملك محمد السادس الأخيرة لها، شريك قوي للمغرب، لكن الجزائر تعتبر من بين الدول العربية القليلة التي تدور في فلك الأجندة الروسية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وهو الملف الأهم حاليا على طاولة الرئيس “فلاديمير بوتين”، الذي يدرك أن الرباط تسبح في التيار المعاكس له بفعل ارتباطها بشراكة قوية مع الخليج، ومناهضتها لسياسات إيران، الحليفة القوية لروسيا في المنطقة.

لذلك، فالمراقبون يرون أن الدبلوماسية المغربية تنتظرها أيام صعبة خلال معركتها السنوية التي تدور رحاها داخل أروقة الأمم المتحدة، وتطبخ نتائجها في قصور رئاسية شرقية وغربية أهمها البيت الأبيض، وستتم المنازلة هذا العام خلال الأيام الأولى لـ”ترامب” في مأموريته الرئاسية.

غير أن البعض يرى بأن سيد البيت الأبيض الجديد سيركز بالأساس على الوضع الداخلي، وسيقتصر اهتمامه الخارجي على محاربة الإرهاب، وهو ما سيجبره على أن يفكر مليا قبل الإقدام على أي تصرف من شأنه أن يقوض التنسيق مع الرباط في هذا المجال، خاصة وأن بعض الدول الأوروبية استفادت من المعلومات الاستخباراتية التي يقدمها المغرب، والتي مكنتها من تفكيك شبكات إرهابية وخلايا نائمة كانت تخطط لتقويض أمنها واستقرارها.

رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

شطاري "خاص"