شطاري-متابعة:
أكد سفير المغرب بالمملكة المتحدة، حكيم حجوي، أن “العلاقات العريقة” بين المغرب والمملكة المتحدة تمر بـ”منعطف تاريخي”، وذلك بفضل الدعم الذي عبرت عنه لندن لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لتسوية نهائية للنزاع الإقليمي حول وحدته الترابية.
وقال حجوي في كلمة له خلال حفل استقبال نظمته السفارة المغربية في لندن أمس الأربعاء، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربع الملك محمد السادس على العرش، إن “الاحتفال بعيد العرش المجيد هذا العام يأتي في سياق خاص، يشكل منعطفا تاريخيا في العلاقات العريقة بين المغرب والمملكة المتحدة”.
وذكر، في هذا السياق، بأن المملكتين دشنتا، في فاتح يونيو 2025، “عهدا جديدا من الشراكة، مدفوعا بقرار تاريخي، يتمثل في دعم المملكة المتحدة لمخطط الحكم الذاتي، باعتباره الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية من أجل تسوية دائمة للنزاع حول الصحراء المغربية”.
وأشار حجوي إلى أن الدعم البريطاني تمت الإشادة به من طرف الملك في خطاب العرش، حيث عبر عن شكره وتقديره للمملكة المتحدة، مشددا على أن هذا “القرار التاريخي” يضع بريطانيا في الجانب الصحيح من التاريخ، لتنضم بذلك إلى توافق دولي متنام يضم حاليا ثلاثة أعضاء دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهم الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، والآن المملكة المتحدة.
ومضى حجوي قائلا إن “هذا القرار يعبر عن اصطفاف المملكة المتحدة إلى جانب الاستقرار والتقدم ومستقبل أفضل لمنطقة بأسرها، في إطار إرادة مشتركة للعمل يدا في يد من أجل حل نهائي”، وأضاف أن فاتح يونيو 2025 يمثل “خطوة قوية ودالة نحو تعاون عميق بين مملكتينا، لاسيما في ما يتعلق بالقضايا الدولية”.
وبعدما أكد على “العلاقات القوية والراسخة التي تجمع بين العائلتين الملكيتين العريقتين”، أعرب حجوي عن ارتياحه لـ”لآفاق الواعدة” التي تتيحها الشراكة المغربية البريطانية، وقال إن “الإمكانات المتاحة هائلة، وتشكل فرصة استثنائية للشركات البريطانية، بفضل خبرتها المتميزة، للإسهام في هذا المسار التنموي”، مشيرا إلى قطاعات واعدة مثل السياحة.
وأورد حجوي أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، ملتزم بمسار النمو والتقدم المستدامين، مع استثمارات كبيرة جارية في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة والمياه والصحة، وأوضح أن المغرب منخرط في مسار النمو والتقدم المستدام، من خلال استثمارات كبرى جارية في قطاعات استراتيجية، من قبيل الطاقة والماء والصحة.
كما سلط السفير الضوء على الدور الذي تضطلع به الجالية المغربية المقيمة بالمملكة المتحدة، قائلا “إن هذا العهد الجديد من الشراكة المغربية – البريطانية يهمكم أنتم أيضا، فبصفتكم بناة جسور، لكم دور محوري في المساهمة في تشكيله”.
من جهة أخرى، أبرز حجوي أن المغرب والمملكة المتحدة “مدعوان، في عالم يتسم بعدم اليقين، إلى تعميق تعاونهما، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط، حيث يظل حل الدولتين السبيل الوحيد الممكن”، وكذلك في منطقة الساحل “حيث تعد التنمية الاجتماعية والاقتصادية عنصرا أساسيا لتحقيق الأمن والاستقرار”.
وأضاف أن البلدين مدعوان أيضا إلى اغتنام الفرص العديدة المتاحة في إفريقيا، من أجل تعزيز النمو المشترك والمساهمة في إيجاد حلول مستدامة في مجال التغير المناخي والهجرة والأمن الغذائي العالمي.