um6p
يا شباب “الجبهة” يجب أن تدركوا قبل غيركم أن التطاول على “شيبنا” أمر غير مقبول البتة مهما تباعدت وجهات النظر بيننا

يا شباب “الجبهة” يجب أن تدركوا قبل غيركم أن التطاول على “شيبنا” أمر غير مقبول البتة مهما تباعدت وجهات النظر بيننا

شطاري "خاص"28 يناير 2017آخر تحديث : السبت 28 يناير 2017 - 1:30 صباحًا

محمد صالح الركيبي:

حتى لا نخوض كثيرا في حديث اجتراري كلاسيكي لتاريخ قضية الصحراء منذ 75 وما قبلها ولا حتى ما بعدها، لأنه وببساطة أضحى أمرا متجاوزا في عصرنا الحالي، الذي باتت فيه سماء الحرية أكثر إشراقا وصفاءا، فلم يعد هنالك من طائل لحجب الحقيقة حتى لو كان الحاجز “غربالا”..

مساء اليوم انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة البرق فيديو يوثق لوصول رئيس بلدية العيون “حمدي ولد الرشيد” للاس بالماس بالأرخبيل الكناري، والأكيد أن الجميع يعلم أسباب ومسببات زيارته باعتباره رئيسا للنادي النسوي البلدي لكرة القدم الذي ستجمعه مباراة ودية مع نظيره هناك، غير أن ما لفت الانتباه هو اعتراض أحد الشباب الصحراوي من أنصار جبهة البوليساريو طريقه في المطار متلفظا بأوصاف اتفقنا او اختلفنا حولها، فالأكيد أنه ليس مكانها ولا زمانها..قال الشاب ما قال وأجابه ولد الرشيد بما أجاب، ولنا تبعية وانتصارا لأي الطرفان أكثر إقناعا، ما دامت وجهتا النظر تجسد تباينا واضحا بين موقفي المغرب وجبهة البوليساريو بخصوص أحقية أي منهما بأرض الصحراء..

ولا داعي أيضا لنعود ونقوم بسرد كرونولوجي لتاريخ الصحراء وبيعة قبائلها للسلطان المغربي منذ أول اجتماع في تاريخ بدو المنطقة المتعارف عليه ب “أم الشكاك” ولا حتى أن نذكر بماضي مؤسسي جبهة البوليساريو من أبناء عمومتنا الذين مدوا يدهم  لابن عمومتهم الراحل “الحسن الثاني” لإخراج المستعمر الاسباني من أراضينا، مهما اختلفوا معه بعدها، وانتفضوا وأسسوا وانفصلوا، ليجدوا أول عدو للمملكة يتصيد الفرصة ليلوي ذراعها، فارتموا بين أحضانه ولا يزالون منذ أزيد من 42 سنة..

هنا لا أتطاول على جبهة البوليساريو حاشى لله، لأنهم في آخر المطاف أهلنا وعشيرتنا، فما ينقص من حب الأم لأبنائها إذا ما رماها أحد بالكلام، وكان عاقا في حقها، لكن أريد فقط أن أبعث رسالة لمن يهمهم الأمر من أبناء جلدتنا في الضفة الأخرى أن لكل واحد فينا ومنا صلاحياته التامة والمطلقة في اختيار ولاءاته ومن يمثله من الصحراويين وحتى غيرهم، في وقت اختاروا فيه هم من يريدون..

“الشعب الصحراوي” أيها السادة..أيها الشباب المتهور المدفوع الأجر مسبقا على كل حركة تتحركها، وكل شريط تتصيده، اختار منذ زمان وقرر مصيره قبل أن يضع المعمر الغاصب حدودا يفرق بها بين المرء وأخيه، الشعب الصحراوي أفراد وجماعات لكل واحد فكره ورغباته وأحلامه منفصلا عن الآخر..

الصحراويون بالمخيمات حددوا ولاءهم للجزائر، وهذه حقيقة مرة نتجرعها يوما بعد يوم ولا نعترف بها، حتى باتت في كراريس الأمم المتحدة مقولة “الجبهة الشعبية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي” مجرد سراب وحبر على ورق لا تسمن ولا تغني من جوع..

كانت ذات يوم كذلك، رغم أني لا أتفق مع هذا التوصيف جملة وتفصيلا، لإيماني فقط أن الفرد الصحراوي هو من يقرر مصيره بيده وأن لا جبهة ولا ما يدور في فلكها من أنظمة باستطاعتهم أن يقيدوا إرادة الصحراويين ويلزمونهم بشيء غير تاريخ وأرض أجدادهم في هذه المملكة الشريفة من أقصى شمالها إلى أدنى جنوبها، دون التخلي عن شبر واحد منها..

يجب أن يدرك الصحراويون اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن شيئا اسمه “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب” انتهى منذ أمد بعيد، وهنا اوجه خطابي للذين لم يشعروا بالإنتماء للمغرب لحظة واحدة، وان الشعب الصحراوي الذي نتحدث عنه انصهر منذ بدأت الجزائر التحكم في إراداتهم ومستقبلهم، لا لسواد عيونهم وهم الذين يعرفونها حق المعرفة، وإنما لغاية في نفس يعقوب هم أدرى بها من غيرهم..

الصحراويون في العيون وغيرها من مدن صحرائنا الحبيبة لهم ولاءاتهم حتى وإن لم تكن للمغرب، فهي لأشخاص وجدوهم وقت الضيق والشدة، وأبرزهم “حمدي ولد الرشيد” الذي وصفه الشاب المتهور بالخائن، فيا عجبا لمن وجب أن ينطبق عليه هكذا وصف؟ أ على رجل وهب حياته لخدمة الصحراويين من صغيرهم إلى كبيرهم، أم على شاب دفع له ليخرج كما خرج، وليسأل “بولسان” لما أخرجه؟

قد يختلف معي كثيرون في المجالس، وكثيرون قد لا يعجبهم كلامي أمام الملأ، لكنهم جميعا يدركون في قرارة أنفسهم في لحظة صراحة مع الذات أنه الصواب بعينه، نحن اخترنا من يمثلنا عن اقتناع وسنحارب من أجل ذلك مهما كلفنا الأمر، ولنذكرهم أحبابنا وإخوتنا وعشيرتنا..يدنا الثانية أنتم..فصحيح أن اليد الواحدة لا تصفق..لكنها تستطيع أن ترسم وتكتب وتفعل أشياءا أخرى جميلة..

تستطيع أيضا أن تحمل لافتة كتب عليها: “لا خير في أمة لا توقر كبيرها”..

رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

شطاري "خاص"