شطاري-الداخلة
العبث السياسي أو السياسة العبثية، وصفان ينطبقان على ما شهدته الداخلة مساء أمس، من خلال مشاركة رئيس الجهة المنتمي لحزب يقود المعارضة وهو حزب الإستقلال، في منتدى حول الجهوية من تنظيم الحزب الأغلبي، الذي يقود الحكومة حزب العدالة والتنمية.
هذا الخلط في الممارسة السياسية يزيد من نفور المواطن من السياسة، ويضاعف من فقدانه الثقة فيها، لأنه يتابع وبشكل يومي الهجومات المتبادلة بين الطرفين في البرلمان وعبر وسائل الإعلام وخلال المؤتمرات والأنشطة الحزبية، وفي المقابل نجد من يريد التغريد خارج السرب بممارسات بعيدة كل البعد عن الفعل السياسي المنطقي والعقلاني، ولعل أبرزها جلوس متناقضين على منصة واحدة لبيع الوهم لثلة من المواطنين، عبر ما أطلق عليه منتدى سياسي حول الجهوية.
والمثير للشفقة بحق في الواقعة التي نحن في صدد الحديث عنها معالجة الخطا بخطأ أكبر بكثير منه، حيث وبعد نشر الصور الإعلانية لهذا المنتدى، مع ذكر وتضمين صور المشاركين في تأطيره، ومن أبرزهم رئيس جهة الداخلة (الخطاط ينجا، حزب الإستقلال)، و رئيس جهة الرباط (عبد الصمد السكال، حزب العدالة والتنمية) ، تفاجأ الجميع أولا بالضعف الصادم للحضور، الذين لم تنطلي عليهم هذه المسرحية، وثانيا بمغادرة أو انسحاب رئيس جهة الداخلة مطأطأ رأسه، بعد توصله بمكالمة مصدرها رؤساءه بحزب الإستقلال، التي تفطنت لهذا الخطأ الإستراتيجي، وخصوصا أن الجميع يعرف الحساسية المفرطة لحزب الميزان من حزب العدالة والتنمية جهويا ووطنيا .
ليجد الشيخ اعمر الذي لا هو عضو بمجلس الجهة ولا قيادي بالحزب الإستقلال نفسه وحيدا بعد أن تخلى عنه رئيس الجهة ودفعه ليتحمل هذه الفضيحة والكارثة السياسية لوحده نافذا بجلده من العقاب.