فاطمتو شيخ أحمد:
تشهد مدينة الطنطان هذه الأيام تنظيم موسم سنوي سُمي مجازا ب”موسم الطنطان، الموكار”، نسبة إلى الحيز الجغرافي الذي يحتضنه، وما عدا ذاك فهو “موسم الطنطين”، نظرا إلى أن الضجيج يبقى نصيب المدينة الوحيد من هذا الموسم.
لقد دأبت لجنة التنظيم –التي لا نعرف من أين أتت- على تهميش كفاءات الصحراء وإبعادها عن مختلف لجان الإشراف والتنظيم والتحكيم، مستجلبة أطرا من شمال المملكة وكأن الأقاليم الصحراوية مصابة بعقم إنجاب الكفاءات القادرة على المنافسة.
فبعد أيام قليلة يرحل الوافدون ومعهم الغلاف المالي المخصص للموسم، وتبقى مدينة الطنطان، كما كانت، تئن تحت وطأة التهميش، وتفتقر إلى البنيات التحتية، وتحتاج إلى مستشفى لا يكلف ترميمه وتجهيزه أكثر من عشر المبلغ الذي سيتم إهداره خلال الموسم، ولم يستفد منه ساكنة المدينة ولا الأقاليم الصحراوية غير الضجيج، دون أن نتحدث عن مآل ميزانيات النسخ الماضية.
خلال “موسم الطنطان” تم استجلاب فنانين أجانب أنفقت عليهم ملايين الدراهم مقابل سهرات لم تفلح في تلبية الذوق الفني للساكنة، وبالتوازي مع إهدار ميزانية الموسم، وجد هواة “السياحة الجنسية” من الخليجيين ضالتهم في مدينة الطنطان باعتبارهم ضيوف شرف في النهار، وضيوف انتهاك شرف في الليل، ليتحول الموسم من كرنفال ثقافي إلى “ملتقى جنسي” بامتياز، تتهافت إليه بائعات الهوى من كل صوب وحدب.
ساكنة المدينة، ومن خلفها الأقاليم الصحراوية، باتت تفكر بجدية في العمل على أن يكون موسم العام الجاري آخر نسخة من “مهرجان الطنطان” بشكله الحالي، فهي لا تريده إن سمع صوتها أصلا، فإما أن يعود منظموه إلى جادة الصواب من خلال تثبيت الموسم على سكة تحترم خصوصية المجتمع وتعمل على استفادته، وإما أن يتخذوا مكانا وتسمية بديليْن، لتبقى الطنطان وديعة وأصيلة، كما كانت.