محمد الوافي:
لم يكن من السهل اختيار مرشح شاب و مثقف في الآن ذاته لقيادة جهة فتية تبحث عن مكان لها وسط جهات قطعت اشواطا من التنمية، فأمام المنافسة الشرسة بين مرشحي الاحزاب لرئاسة الجهة، استطاع “ولد بوعيدة” ان يثبت انه الأجدر بين باقي المرشحين لرئاسة جهة كليميم وادنون، وهو ما لامسته ساكنتها في رئيسها الشاب الذي استطاع خلال سنة من توليه تسيير شؤون الجهة تغيير نظرة المواطن للمنتخب، حيث شهدت سنة 2016 ميلاد مفهوم جديد للحكامة الجيدة و التسيير الرشيد بجهة كليميم وادنون.
صحيح ان الجهة تفتقر لمشاريع كبيرة وواضحة خلال هذه السنة ، لكن كما يقال “وراء كل مشروع جيد، بناء متماسك” ، فولد بوعيدة لم يسلك طريق اسلافه من خلال تشييد “رومبوانات” او “مسابح” بملايير السنتيمات حتى يقال انه جاء بالتنمية، بل صار على نهج اكاديمي محض يعتمد على التنمية في البشر قبل الحجر ، فالدورات الأخيرة للمجلس الجهوي شهدت انجازا غير مسبوق في تاريخ المجالس المنتخبة بالمنطقة ، وهو تخصيص مبلغ مالي هام لإقتناء بقعة أرضية بغية تشييد مستشفى جهوي ذو مواصفات دولية ، كما شهدت الدورات الاخيرة للمجلس الجهوي شراكات ضخمة متعلقة أساسا ببناء جامعة متكاملة ومركبات ثقافية و تخصيص ميزانية محترمة لقوافل طبية تجوب جميع ارجاء اقاليم الجهة لتغطية الخصاص الصحي في مستويات الجراحة الطبية والامراض المزمنة.
صحيح أيضا ان الانتقاد يخدم التنمية وشرط من شروط الديمقراطية، لكن شريطة ان يكون بناءا لا هداما كما هو الحال بجهة كليميم وادنون، فبدل ان نعترف بان الرجل أسس لعهد جديد من التنمية المستدامة وفق حكامة رشيدة، صار البعض يضرب تحت الحزام بعيدا عن التنمية وخدمة الصالح العام.
نحن هنا لا نطبل لولد بوعيدة او نرسم له صورة وردية أمام الساكنة، بل نتحدث عن تجربة عايشناها كما عايشتها ساكنة الجهة ، فالاكاديمي الذي يسير الجهة جاء بقرارات غيرت مفهوم التسيير وخدمت المواطن بشكل مباشر وغير مباشر، فالتعاقد مع مكتب الدراسات للبث في ملفات الدعم نقطة جد ايجابية من بحر تنمية ولد بوعيدة التي وجب الوقوف عندها و التصفيق لها بحرارة، فبعد ان كان الدعم في عهد الفساد يتسم بالزبونية و الولاء، و حتى لا يسقط الدكتوى ومن معه في متاهة التعاطف او الدفاع عن ملف دون آخر ، تم تكليف مكتب دراسات خاص لتدارس الملفات بعيدا عن المجلس كإشارة لنية حسنة يتسم بها المكتب المسير اتجاه الدعم المخصص للجمعيات ، كما انه خلال هذه السنة تم تخصيص دعم خاص للمتفوقين بمبادرة من رئيس الجهة ، تشمل التلاميذ المتفوقين خلال سنوات دراستهم الأكاديمية.
وبالرغم من تأخر المراسيم المتعلقة بتسيير الرئيس الذي ظل لأزيد من 5 شهور بدون قوانين تؤطره ، إلا ان ولد بوعيدة استطاع خلال فترة وجيزة من تأسيسه لعهد جديد من التنمية البشرية أساسها الاستثمار في البشر قبل الحجر ، والأكيد ان السنوات القادمة ستشهد ثورة في مجال التنمية بجهة كليميم وادنون، بطلها شاب أعلن عن نية العمل بجدية وذلك من خلال التصريح بالممتلكات امام الملأ، والتنازل عن تعويضات ضخمة موجهة له نظير حضوره بدورات المجلس ، فمتى يعي أصحاب النقد الهدام ان الرجل استطاع خلال سنة ان يبني اساسا متينا يعتمد على الاسثمار في المكون البشري اولا قبل كل شيء، ومتى يعترف أصحاب النقد الهدام ايضا ان جيبه نظيف نظافة الشريف من الفساد وان سنة 2016 كانت شاهدة على عهد جديد من التسيير يقطع مع الفساد و من يواليه.
