um6p
المستقبل الصحراوي: التغييرات الجديدة بين الترقية و “الگراج”

المستقبل الصحراوي: التغييرات الجديدة بين الترقية و “الگراج”

شطاري "خاص"20 سبتمبر 2016آخر تحديث : الثلاثاء 20 سبتمبر 2016 - 2:44 مساءً

وأخيرا ظهر للعلن جزءا مما كان منتظرا منذ شهرين على الأقل، فالمرسوم الرئاسي لم يخرج كثيراً عن التوقعات التي سبقته في تدويل المناصب بين المجموعة نفسها و التي باتت حديث الرأي العام الوطني في المدة الاخيرة ، و بالرغم من ان رياح الرئيس أتت بما لا يشتهي بعض القادة الا ان معطى اخر تجلى في سياسة الرئيس الجديد و هو ان المناصب لا توزع في الغالب حسب الأهواء و الرغبات و هو ماكان معمول  به طيلة سنوات السلام . و بين من أراد تغيير المنصب و رافض له و متذمر و سط انتظار طويل خرجت التعيينات لتملأ الساحة ضجيجا حول جدوائية سياسة ” التدوير” القديمة الجديدة و ما يمكن ان توصلنا له بعد كل سنوات الضياع الماضية !!.

 
محمد الأمين البوهالي، وزير بالرئاسة مكلف باللواء الاحتياطي

 
رجل الحرب و السلم الذي اعتبر نفسه ضحية مؤامرة حيكت خيوطها منذ مدة و ظل يدفع ثمنها و هو على رأس المؤسسة العسكرية التي عمّر على رأسها لمدة تزيد عن عشرين سنة ، اعتبر ان ما وصلت له مؤسسة الجيش هو رد العقاب من الذين قادوا احداث 88 و عاقبهم الجيش وقتها، ترك الرئيس الراحل محمد لمين ألبوهالي “علكة احبارة” لمن سيخلفه و هو ماكان بالفعل بحيث و رغم قرب الرجل من الرئيس الجديد و تعاطفه معه في محنة تعيينه في منصب مدني، الا انه ظل يشكل له حيرة في طبيعة المنصب الذي يستحقه و هو الذي لا يقبل العمل المباشر تحت إمرة اي كان و لو انه فضل ان يكون جنديا بسيطا حسب قوله و ظل يرفض منصب وزيرا للبناء و إعمار الاراضي المحررة ، رغم محاولات إفهام الرجل ان خيار السلم هو خيارا استراتيجيا و لا مفر منه لدى الحليف بصفة خاصة و قد تجلى ذلك بترآسه للجامعة الصيفية للإطارات الصحراوية بالجزائر و التي كانت تدخلات وزير الدفاع السابق كلها حول خيار الحرب و تغليب لغة السلاح رغم ان المحاضرون أرادوا تمرير غير ذلك !!، و كان منتظرا جداً ان يتولى محمد لمين ألبوهالي منصب مستشارا عسكريا و هو الاسم الحقيقي للتسمية الجديدة “وزيرا بالرئاسة قائدا لفيلق الاحتياط” اي ان أولى آليات العتاد الثقيل قد أدخلت بالفعل الى “الگراج”.

 
حمة سلامة أمينا عاما لأمانة التنظيم السياسي

 
صاحب الباع الطويل في قيادة نواحي جيش التحرير و الرقم واحد دائماً في كل عمليات انتخاب اعضاء الأمانة الوطنية ، جيئ به على رأس وزارة الداخلية في وقت عصيب تكاثرت فيه المشاكل و الغليان الشعبي المتزايد تسلم رأس وزارة تركها سلفه بعد ان حولها الى مجموعة من “الدكاكين” همها استنزاف جيب المواطن ، حاول حمة سلامة و هو العسكري الذي لم يشارك في مهام قتالية ان يلملم ما أمكن من الشؤون الداخلية اعتمادا على سمعة طيبة يتمتع بها جماهيريا و دون أخذ قرارات حاسمة لحل بعض المعضلات العويصة تحسب له ، فكان في كل مرة ينتظر ما سوف يملى عليه من قرارات و حلول فوقية فغابت روح المبادرة لديه و الشجاعة في اتخاذ القرارات الحاسمة و الشجاعة في بعض القضايا ، و بعد ان أرهقه الميدان حاولت مجموعة من القادة تقديمه كمرشح بديل لخلافة الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز رغم نفيه للأمر فظل على رأس وزارة تعتبر ام الوزارت بمشاكلها المتعددة و العويصة لكنه عجز عن خلق الانسجام بينه و بين اهم أقسام وزارة الداخلية الا و هو جهاز الشرطة الوطنية مما ادى الى استقالة مديرها العام قبل ايام قليلة ، و منذ تولى الرئيس الجديد مهامه ظل حمة سلامة دائماً يطلب إعفائه من منصب وزير للداخلية لانه لم يستطع السيطرة على ام الوزارات ، و كان الجواب دائماً “.. يجب عليك ان تكون من الصابرين..” ، ما يعاب على الرجل هو إدارة الظهر و تقاعسه عن اداء مهامه في وزارة الداخلية رغم ان المواطنين يمنحونه كل أصواتهم في عمليات الانتخاب ، أراد الرجل الهادئ الطباع ان يكون جزاءه في ذلك هو إرجاعه لقيادة احدى النواحي العسكرية لكن رياح الرئيس أرادت له ان يخرج من الرماد الى النار و ينصب على رأس اعلى هيئة سياسية في الجبهة بتشعباتها و هياكلها و الأكيد انها لن تكون المكان الهادئ و المريح الذي تمناه الرجل ، و لعل الايام المقبلة تكشف ما هو أكثر…

 
سالم لبصير وزيرا للبناء و إعمار الاراضي المحررة

 
العلبة السوداء للرئيس و اقرب مقربيه، ربما الوحيد من بين المجموعة الذي حقق له مطلبه كما يريد و بعبارة اخرى ( الحركية كلها من اجله…) ، فالرجل هو عميد الولاة لمدة عشرين سنة و كان لابد له من الاستكانة و البحث عن المكان الهادئ الذي من خلاله يمكنه التفرق لخدمة الرئيس و يبقيه في جواره دائماً للعمل في صمت ، رصيد من التراكمات جعلت الرجل اكثر المقربين للرئيس و مستشاره الاول و قد رجح المتابعون ان يتولى اما منصب أمينا عاما للرئاسة و هو المنصب الشكلي الذي لا يليق بسمعة و وزن تاريخي من طينة رجل يعتبر من رجال انتفاضة الزملة التاريخية، اما منصب وزيرا للبناء و الأعمار فيريد الرئيس بعث رسالة بأنه هو كذلك منصب مهم في الحكومة الصحراوية حتى لايفهم البعض ان رفض محمد لمين ألبوهالي له هو لانه منصب شكلي غير ذي فائدة..!

 
المصطفى محمد عالي سيد البشير وزيرا للداخلية

 
طبيب سابق خلال سنوات الحرب تولى عدة مهام سياسية و كان يعتبر احد الأذرع الأمنية للرئيس الشهيد محمد عبد العزيز رغم ما شاب فترة قيادته للناحية العسكرية الرابعة من تجاوزات و انتشار لعصابات تجار المخدرات و الأحداث كثيرة، جيئ به الى مؤسسة الإمداد العسكري و هي مديرية مركزية بوزارة الدفاع الوطني كانت شريان المؤسسة لسنوات طويلة قبل ان يتغول عليها وزير الدفاع السابق و يحول كل أقسامها الى مديريات للتجارة تابعة له، رفض ولد سيد البشير الوضعية و اعتبرها انتقاصا من مهامه مما جعله على عدم توافق طيلة فترة قيادة ولد ألبوهالي لوزارة الدفاع ، بعد المؤتمر الرابع عشر للجبهة قام وزير الدفاع الجديد بإرجاع كل الصلاحيات لمديرية الإمداد العسكرية و إعطاءها كل صلاحياتها و بدأ ان مدير الإمداد العسكري قد رضي و أصبحت لديه الرغبة في العمل بعد عزوف و تمرد . عقب المؤتمر الاستثنائي و إدارة وزير الداخلية ظهره للوزارة و العمل فيها اصبح اسم مصطفى سيد البشير المرشح الأبرز لتولى المنصب الذي يعرف الرجل بعض خباياه بحكم احتكاكه بالميدان لسنوات و هو ما اهتدى له المرسوم الجديد ، فهل يكون القادم  الجديد أحسن من سيدير شؤون ام الوزرات؟؟؟…

 
عبدة الشيخ واليا لولاية السمارة…

 
ليس بالمفاجأة ان يتم ملئ الفراغ الذي سيتركه ذهاب عضو أمانة وطنية عن منصب والي ولاية و تعويضه باخر بنفس السلم التنظيمي ، عبدة الشيخ لا تنقصه التجربة في شؤون التسيير الداخلي و لو ان ولاية السمارة تعتبر من اكبر الولايات و أصعبها تسييرا ، لكن استكانة الرجل الغير مبررة في مكتب متهالك بأمانة التنظيم السياسي دون عمل ملموس هو الذي اعتبر استخفافا بعضو أمانة وطنية منتخب لازال لديه ما يقدمه ، فهل يوفق الوالي الجديد لولاية السمارة في اداء مهمته الجديدة و التي هي بالتأكيد تعتبر ترقية بالمقارنة مع منصبه السابق؟.

 
الأمين العام للشبيبة و مكلفا بأمانة التأطير .

 
“ما قام بعقالو ايقوم بثناه” هكذا وصف احد الاشخاص اضافة المهمة الجديدة لهذا الشاب الذي عجز عن تسيير مجموعة الشباب و “النسوة” حتى لانقول الشابات موزعين محليا و جهويا عبر الولايات اثبتت سنوات توليه لمنصب الأمانة العامة ان المنظمة في تدهور مستمر فغابت الفعالية و انحرفت عن دورها الحقيقي و تحولت الى وكالة للسفر تهزها الفضائح بين الفينة و الاخرى لعل اخرها الأزمة التي حدثت هذا الصيف مع القنصلية الإيطالية بالجزائر و مشكل بيع التأشيرة (…) ، الأكيد ان المهمة الجديدة للامين العام للشبيبة ليست بالأهمية بمكان على الأقل بالنسبة للجبهة و الا لما كانت تسندها لمن عجز عن تأطير مجموعة محدودة من الشباب داخل هيكل صغير فما بالك بحجم الجبهة الشعبية بكل ما تحمله من عراف و أمناء و منتسبين….!! ، أصبحت أمانات التنظيم السياسي عبئا على التنظيم نفسه نظرا لعدم الرغبة لدى القادة في تولى مهامها و السبب معروف لا امتيازات مادية و الخلاصة أيها المواطنون الشرفاء: أقيموا صلاة الجنازة على تنظيمكم السياسي..

خلاصة الحركية : البوليساريو لا تثق في اجيالها الجديدة

الملاحظ على الحركية الأخيرة التي تعتبر الاولى من نوعها في العهد الجديد هو ان جبهة البوليساريو لازالت لا تثق في اجيالها الجديدة، باستثناء من تمت برمجته بالبرمجة القديمة، ما يعني ان ضخ دماء جديدة في صفوف الحركة ومؤسسات الدولة امر لازال بعيد المنال. إضافة الى ان الدول والحركات التحررية في العادة تستحدث المناصب السياسية ثم تبحث عن الشخص المناسب للمنصب، بينما في جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية يحدث العكس، حيث يتم استحداث المناصب على مقاس الأشخاص

رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

شطاري "خاص"