um6p
الدبلوماسية المغربية تخفق في أهم ملف يشغل بال الرباط خارجيا

الدبلوماسية المغربية تخفق في أهم ملف يشغل بال الرباط خارجيا

شطاري "خاص"20 مايو 2016آخر تحديث : الجمعة 20 مايو 2016 - 8:02 مساءً

علي الباه:

يكاد يكون ملف الصحراء أهم الملفات التي تشغل بال سلطات المملكة المغربية على الساحة الدولية قبل المحلية، نظرا لما يتسم به من حساسية وتعقيد.

غير أن ما بات يلفت انتباه المراقبين من خلال قراءة إخفاق الدبلوماسية المغربية في الدفاع عن الرؤية المغربية لحل الصراع بين سطور الزيارات التي يؤديها الملك محمد السادس للقوى المؤثرة في الملف في الأوقات الحاسمة، وإن كانت تتخذ في الظاهر الطابع الاقتصادي، فضلا عن وقوفه الدقيق على تفاصيل الملف داخليا.

البعض يرى في أسفار الملك المنقذ الوحيد للتعاطف مع الموقف المغربي، في ظل عجز الدبلوماسية عن توفير الحد الأدنى الذي يمَكن سيد القصر من توفير الوقت والجهد، المبذولين من قبله في حشد أنصار جدد أو تثبيت آخرين، لصالح ملفات أخرى.

ورغم فشل الخارجية المغربية في إنتاج دبلوماسية حقيقية تُبدي الوجه الناصع في مجال حقوق الإنسان، وتبرز الجهد المغربي في تنمية الأقاليم الصحراوية، وتقنع الشركاء بالوقوف إلى جانب رؤية الرباط لحل الأزمة في المحافل الدولية، تنفق خزينة الدولة مليارات الدراهم على البعثات الدبلوماسية والوفود التي لا يكاد يعود أحدها حتى يغادر الآخر دون أن يكون لذلك أثر إيجابي على موقف حكومات بعض الدول، بل إن بعض الحكومات التي ظلت تدعم المغرب في الصراع، بشكل مباشر أو غير مباشر، باتت ترسل إشارات حمراء على طريق الانحياز للموقف المغربي.

ولعل ما تضمنه تقرير وزارة الخارجية الأمريكية من اتهامات، خطيرة وغير مسبوقة في التقرير السنوي، لسلوك المغرب في مجال حقوق الإنسان، يعتبر أكبر دليل على إخفاق دبلوماسية الرباط في مواكبة التقارير الدولية قبل نشرها من خلال تزويدها بالشروح اللازمة للأحداث التي تقع في الداخل وتكون قابلة للتأويل والاستخدام ضد صورة البلد لدى الرأي العام الدولي، وهو ما يمكن أن يؤثر على مواقف دول ظلت إلى عهد قريب صديقة للرباط.

غير أن الدليل الأكبر على الفشل الدبلوماسي، يبقى إمساك الملك بتفاصيل الملف الصحراوي، وعدم تركه بيد المسؤلين المباشرين عنه، نظرا لإخفاقاتهم المتكررة والتي بات القصر مشغولا بترميمها بدل الاكتفاء بتعزيزها في حالات الضرورة القصوى.

ويرى المراقبون أن سبب الفشل الدبلوماسي لا يعود لعدم كفاءة الدبلوماسيين المغاربة، لكنه يكمن في تهميش الكفاءات من أبناء الأقاليم الصحراوية في وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية في الخارج، وهم الأعرف بكواليس القضية الصحراوية، والأقدر على التفاعل معها، والأكثر إقناعا للشركاء.

رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

شطاري "خاص"