شطاري-العيون
دبت الحياة منذ أيام بالعيون بعدما جددت المقاهي والمطاعم الوصل بزبنائهما، كإجراء هام تلى المرحلة الثانية من رفع الحجر الذي أقرته الحكومة.
فبعدما حال بينها الفيروس اللعين وارتشاف قهوتها السوداء، وكرح كؤوس الشاي الصحراوي، أو حتى أكل طاجين في مطعمها الأثير، هاهي ذي ساكنة حاضرة الجنوب المغربي تملأ هاته الأماكن وتنفي عنها الشغور.
عقارب الساعة القارة في الثامنة والنصف صباحا، لم تمنع عبد الإله من الاختلاء بقهوته في المقهى الذي يعرفه كراحة يده بشارع محمد السادس، عادة أوقفها الحجر.
وقال المحاسب الأربعيني في حديث لوكالة الأنباء “أصطبح. أرتشف قهوتي. ذينك رغباتي اليوميتين اللتين حيل بيني وبينهما لثلاثة أشهر بسبب فيروس كورونا”.
من جهته أكد زميله جلال وكأس الشاي بيده أنه لن يخلف هذا الموعد لأي سبب من الأسباب، مضيفا متأبطا صحيفته “أنا سعيد للغاية لأجدد الوصل مع بعض من عاداتي لقبل الحجر واستعادة نزر من حياتي الطبيعية”.
وحتى وإن استبشر عبد الإله وجلال ومتعودو ارتياد المقاهي، قرار إعادة فتح المقاهي، فإن هذا الإجراء يسري وفق شروط محددة اقتضتها البروتوكولات الصحية المعمول بها لحصر تفشي فيروس كورونا.
ويسمح المخطط الحكومي لرفع الحجر التدريجي للمقاهي والمطاعم بتقديم خدماتها بعين المكان، مع عدم تجاوز نسبة 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، والتقيد الصارم بكافة التدابير الاحترازية المعلن عنها من تباعد جسدي وقواعد النظافة العامة وإلزامية ارتداء الكمامات الواقية للزبناء والمستخدمين.
وأكد سفيان مدبر مقهى مبثوثة غير بعيد عن ساحة أم السعد ” أظن أن زبناءنا واعون بهذه التدابير. من جانبنا نسهر على تنظيف الموائد وتعقيمها، بعدما باعدنا بينها، كل مرة غادر زبون المكان”.
الحالة كنظيرتها بالمطاعم. حيث بمستطاع عماد وإلياس منذ زوال أمس الخميس تناول شطائر البيتزا و”مقيلة” السمك الشهي خارج مطعمهما المفضل بمقربة ساحة الدشيرة.
وحدث عماد إلياس صديقه ساخرا، تحت أنظار مدبر المطعم المفضل لدى كثير من الموظفين والمستخدمين بوسط المدينة، “انتهت خدمة توصيل الوجبات إلى المنازل أو إلى مقرات العمل”.
وأوضح عبد القادر مدبر هذا المطعم والفرح يغمره لاستقبال زبنائه من جديد، ” أكيد أن أغلب المطاعم والمقاهي فتحت أبوابها منذ 29 من ماي الفارط، لكن الأمر اقتصر فقط على خدمات التوصيل”.
ويهيب هذا المطعمي الخمسيني مرتديا كمامته الوقائية، بالزبناء استعمال المطهر الكحولي الموضوع في المدخل، في حين تم إلصاق لائحة التدابير على يافطة بالحائط.
هنا أيضا، تم أخذ متطلبات البروتوكول الصحي الذي أقرته السلطات العمومية بعين الاعتبار. ويتعين على المطعميين ضمان نظافة الأماكن وأدوات الاشتغال مع السهر على تهوية مؤسساتهم، إضافة إلى توفير المعقمات الكحولية والأقنعة الواقية للمستخدمين.
ولئن كان الزهو على أوجه لاستئناف نشاط المقاهي والمطاعم وعودتهما إلى سابق عهدهما ( أو قليلا)، فإن الحذر والتحوط أساسا هذا النجاح، لكون الداء لازال يطل بقمقمه.