علي الباه:
يلاحظ المراقبون، خلال الآونة الأخيرة، أن السلطات المحلية العاملة في الصحراء باتت تتابع الأنشطة المنظمة جهويا بشكل أكثر دقة، وذلك من خلال حرصها على حضور مختلف فعالياتها بعد أن كانت تكتفي في السابق بحضور فقرة الافتتاح فقط.
فرغم الانشغالات الخاصة التي يرتبطون بها فقد أصبحت تشغل حيزا مهما من أوقاتهم، مسألة يزكيها كثيرون دون التوغل في مسبباتها، ويرى فيها البعض الآخر استراتيجية جديدة لأجهزة الدولة.
يرى البعض أن المغزى من هذا التحول في سلوك السلطات المحلية لا يعدو أن يكون مجرد تنفيذ لتعليمات عليا كإجراء احترازي خشية استغلال تلك النشاطات لبعض النشطاء الحقوقيين المتهمين بالارتباط بجبهة البوليساريو، بحيث أن التوقيت الآني مرتبط بمحاولات استضافة جمعيات وصحفيين وحقوقيين من أوروبا والولايات المتحدة، يصلون الصحراء كسياح عاديين، ويتحدثون في النشاطات كمدافعين عن أطروحة البوليساريو، وهو ما يمكن استغلاله إعلاميا لضرب مصالح المغرب في الصحراء، رغم استبعاد هذه الفرضية.
الأمر ذاته، يراه آخرون تكملة لدور أجهزة الدولة على اختلاف تلاوينها، بوقوف السلطات المحلية بنفسها على تفاصيل المشهد الصحراوي من خلال تتبع ما بين سطور الأنشطة المختلفة، وما يستتبع ذلك من صدى على الصعيد الاعلامي.
وأيا يكن السبب في حرص السلطات المحلية على استكمال متابعة النشاطات المنظمة في الصحراء، فإن الأمر مثير للاستغراب باعتباره سابقة في تاريخ المسؤولين الكبار في المغرب، و حتى عبر العالم، ويضع علامة استفهام كبيرة حول ترتيب الأولويات لدى السلطات المحلية، خاصة فيما يتعلق بهموم الناس وهموم السلطة.. أيهما الأجدر بالمتابعة؟