الخراشي أهل باه- بوجدور:
لابد أن نعترف و بكل روح رياضية بل و بقواعد المنطق و العقل و حجج الجغرافيا و دلائل التاريخ أننا منطقة و صحراء تحترم كثيرًا أعيانها و كبارها و رجالات مكوناتها الاجتماعية مهما كان دورهم و مهما كان محلهم من الإعراب السياسي أو الاجتماعي بالمنطقة فلا نحن نستطيع الانقلاب عليهم و لاهم يستطيعون الاستغناء عنا ..
يبدو أن هناك تقدير خاص و احترام منقطع النظير و مرتبط اساسا بقيم و ثوابت متوارثة بين شباب هذه الربوع لكل كبير ، خاصة و أننا أبناء مكونات اجتماعية عريقة خلقها الله كما خلق الشعوب تعارفت و تعايشت على مدى قرون ، مكانة جعلت كثيرا من الاعيان و الشيوخ و كبار المنطقة يتقلدون مناصب شرفية أو حتى مسؤوليات في السياسة و التسيير ..
في بجدور مثلا وُجدت اسماء لاعيان و رجال و كفاءات تسير الشأن المحلي ، أسماء لها مؤيدين و لها معارضين ، أسماء تعد في نظر البعض رموزا لمكونات كانت السباقة في إعمار الإقليم بالقول و الفعل و شاركت في لحظات و أحداث بعضها مأساوي كحرب الصحراء التي دفعت هذه المكونات كما غيرها الثمن و الضريبة ولا يستطيع أحد إنكار ذلك أو المزايدة عليه أو القفز على ذاكرة سنوات جمر و رصاص و مآسي عطلت ازدهار الإقليم على كافة الأصعدة ..
لكن مع مرور السنين و التطور الحاصل في العلم و مع مفهوم العولمة و دخول العالم زمن الحريات الفردية و الاختيار الديمقراطي و الرأي و الرأي الآخر سطعت خطابات بعضها يؤيد استمرار سياسة السابقين و بعضها متمرد ينشد التغيير و الانقلاب و بعض يريد محو ما مضى و كتابة فصل جديد بكل وقَاحة ، خطابات بعضها يدغدغ مشاعر سياسية و اخرى اجتماعية كحالة بجدور و الحراك الحالي سواء ذلك المستمر و الذي يجري عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو ذلك الذي يظهر كل بضع سنوات بعضه صادق و كثيره كاذب ..
في الحقيقة لا يمكن القفز على أداور الشِّيب سواء السياسية أو الاجتماعية عبر التاريخ بل و وَجَب لهم التقدير و الاحترام من باب العدالة وما مضى ، كما لا يجب تجاوز حماسة الشباب من ابناء هذه الأقاليم كل هذا في إطار العدالة الاجتماعية بعيدًا عن الاحكام الجاهزة و التمرد الاعمى و الانقلاب اللفظِي على أعيان و رجال المنطقة فهم ليسوا ملائكة و لا رسل ولكن ابن الصحراء الأصيل لا يسب و لا يقلل من احترام أي كان كبُر شأنه أو قلَّ ..
و بما أننا نعيش وفق قوانين و دساتير و قواعد اجتماعية معينة ، علينا أن نحترم الأصول و نحترم إرث الأجداد و انتقاد جماعة ليس انتقاد فرد و غضب جماعة ليس غضب فرد و نحن كساكنة محلية متمسكون برأي الجماعة أكثر من رأي الفرد مهما كانت صحته ، و ربما كانت الجماعة أكثر مردودية و شرعية و نتيجة على أرض الواقع من حماسة شاب أو اندفاع سفيه ..
فوبيا الشيب يجب أن يشفى منها كثيرون فهم فقط ورثة إرث جغرافي و سياسي و اجتماعي و وجودهم يزكي أعراف السابقين و غيابهم أو محاولة تحييدهم وتهميشهم قولًا أو فعلًا ليس بالأمر الصائب بل انتحار ، و قد قالوا خبرة الشيوخ تقود حماسة الشباب و قالوا بالحسانية ‘شاف الشيباني لمتفرفك ما شاف الشاب لي دافع’ .