الحسين خبيد:
قد أتفهم بعمق ردود أفعال المغاربة بخصوص حادث ابن الملياردير الصحراوي الدرهم، نعم نحن كلنا مع مبدأ الحق والقانون والانضباط والتماثل لتوجهات من يسهر على حمايتنا، فلا يختلف إثنان بحكم مرجعيتنا وبفضل مبادئنا الاسلامية أن الدرهم الشاب أخطأ؛ مثله مثل أي مواطن كيفما كان توجهه أو انتماؤه القبلي أو العرقي. لكن تناسينا يا سادة أن كل يوم نشهد على مثل هذه الوقائع ، فقبله كان شارع محمد الخامس شاهدا على عربدة ابن الناصري الوزير والناطق الرسمي السابق باسم الحكومة إلا أن الوزير أتى واصطحب ابنه بعدما انتزعه من أيدي عناصر الشرطة المداومين على مدخل البرلمان، وابن الدرهم على الأقل رافق سيارته على متن سيارة “ديباناج”.
قبل ابن الناصري وبالضبط بالدار البيضاء قام أحد أصهار “سيدنا” بإطلاق النار على شرطي بكورنيش عين الذئاب إلا أن موظف المديرية العامة للأمن الوطني أُرغم على التنازل عن دعوته ضد الجاني.
ذنب ابن الدرهم هو انتماؤه لأرض الصحراء، ولأنهم ربونا على كره كل من له علاقة باتراب البيظان وأوهمونا أن كل الصحراويين خونة أو “عطاية” كما يحلو لهم نعتهم أو بالانتهازيين على ألطف تقدير.
ما تمنيت قراءته أو لمسه هو الجرأة في التحليل وتسمية الأشياء بمسمياتها، نعم الدرهم واحد منا ونحن كمجتمع قبلي لن نرضى على ابن الدر هم و كثير من أبناء الصحراء سيصطفون إلى جانبه في حال ما حاول أحدهم المس بأحد أفراد قبائل أيت باعمران؛ لكن ما لم نطرحه للنقاش بعد هو كيف استطاع الدرهم مراكمة ثروته ما مكن الدرهم الشاب من امتطاء سيارة تجاوز سعرها المليوني درهم و أبناء المغاربة مازالوا يصطفون من أجل “وقفة” وليس مقعدا بالحافلات المتلاشية؟ لماذا لم نتساءل حتى اليوم ما السر وراء إغناء المخزن للدرهم وجعله واحدا من أقطاب الصحراء؟