شطاري-ألف بوست:
يتابع الرأي العام المغربي باهتمام كبير تطورات ملف رغبة كتالونيا الاستقلال عن اسبانيا، وهذا الاهتمام يعود لأسباب القرب الجغرافي ولأسباب تتعلق بمواقف اسبانيا من نزاع الصحراء. وهذا الاهتمام لا يقابله إنتاج أكاديمي حول الملفات الإسبانية بحكم افتقار الجامعة المغربية لباحثين في القضايا الدولية بما فيها قضايا دول الجوار رغم تأثيراتها على المغرب بشكل أو آخر.
ومن خلال قيام ألف بوست برصد مواقف مختلف الآراء والمواقف الذين يعرب عنها المغاربة تجاه النزاع الكتالاني منذ اندلاعه بقوة خلال الأسبوعين الأخيرين، يمكن رصد المواقف التالية، ودائما بالاعتماد على شبكات التواصل ولاسيما الفايسبوك الغني بالتعاليق أو بعض مقالات الصحفيين وإن كانت قليلة ولا تشكل معيارا.
في المقام الأول، موقف فئة من المغاربة يصفقون لاستقلال كتالونيا عن اسبانيا، ويصدر عن مواقف حقوقية تؤمن بتقرير المصير، وهي نسبة محدودة للغاية. جزء هام من هذه الفئة يقبل بتقرير مصير كتالونيا لكنه يرفض تطبيق المبدأ نفسه في نزاع الصحراء. ومن التعاليق التي نجد “يجب احترام تقرير مصير الشعوب”، وأخرى “نعم لتقرير المصير في كتالونيا ولكن لا يمكن المقارنة مع الصحراء”. وينتقد هذا التيار استعمال اسبانيا للعنف ضد الناخبين يوم فاتح أكتوبر، تاريخ إجراء استفتاء تقرير المصير، ومن ضمن التعاليق الساخرة “لقد عادت اسبانيا الى الجامعة العربية”، بمعنى أنها أصبحت دولة دكتاتورية مثل مثيلاتها العربية.
في المقام الثاني، فئة من المغاربة يصفقون لاستقلال كتالونيا انطلاقا من باب الانتقام من اسبانيا لمواقفها الداعمة بشكل أو آخر لاستفتاء تقرير المصير في الصحراء. ولهذا نجد الكثير من التعابير والتعاليق في الفايسبوك مثل “لتتجرع اسبانيا من كأس السم”، أو “لتكن اسبانيا منطقية وتسمح باستقلال كتالونيا مثلما تدافع عن استقلال الصحراء”. وهذا التيار يستحضر ملف سبتة ومليلية المحتلتين في التعاليق ويطالب بصتفية الاستعمار.
وفي المقام الثالث، وهي ميزة توجد لدى ساكنة البلاد التي تعتبر الأقرب تاريخيا الى اسبانيا بحكم العنصر الموريسكي وبحكم القرب الجغرافي والعامل التاريخي مثل الاستعمار، تصفق لاستقلال كتالونيا كرد فعل على سياسة اسبانيا التي يعتبرونها سلبية ومنها، عدم انخراط اسبانيا في تنمية شمال البلاد كما تفعل فرنسا مع باقي المغرب. وفي الوقت ذاته، بسبب السياسة التي يعتبرونها حاطة من الكرامة التي تمارسها قنصلياتها في شمال البلاد.
وتعترف دبلوماسية مدريد بالتقصير في التعريف بالملف الكتالاني لأن نشطاء الانفصال هم أكثر نشاطا منها، ويتعاظم هذا في المغرب بحمك الارتباط القوي بين نشطاء منطقة شمال المغرب وبعض الأحزاب الكتالانية مثل اليسار الجمهوري الكتالاني أو ائتلاف وحدة الشعب. ورغم اهتمام دبلوماسية مدريد فقط بموقف الدولة المغربية خاصة في ملف كتالونيا لأنها تعتبر موقف الرأي العام غير مهم، فهذه المرة بادرت السفارة الإسبانية في الرباط الى نشر مقال في الصحافة المغربية ومنها جريدة هسبريس المغربية للتعريف بموقف حكومة مدريد لاسيما بعدما لمست دعم فئة من المغاربة للكتالانيين في أعقاب استعمال مدريد للقوة المفرطة ضد الناخبين يوم استفتاء تقرير المصير، فاتح أكتوبر.
ومن خلال ردود تعاليق القراء في جريدة هسبريس الرقمية، وبلغت 32 تعليقا، لا يوجد ولو تعليق واحد يتعاطف مع الإسبان بل كلها تعاليق تتشفى في الإسبان أو تنتقد استعمالها للقوة