مصطفى سلمى سيدي مولود:
حصل اﻻجتماع تحت سقف واحد بين جلالة الملك محمد السادس اعلى سلطة في المغرب، و السيد غالي اعلى سلطة في البوليساريو، ما رأته الجبهة انتصارا كبيرا لها.
و لست بصدد افساد على انصار الجبهة فرحتهم، رغم ما يمكن ان يقال في هكذا فرحة، فلم اسمع قط ان هناك من يفتخر بصورة تجمعه مع من يصفه بالعدو، المحتل، الظالم، الغاشم، مغتصب ارضه و مستنزف ثرواتها ومنتهك حقوق اهلها.
و كنت اعتقد ان الثوار، و حتى غير الثوار، ﻻ يشرفهم التواجد مع اعدائهم تحت سقف واحد، و عادة ما يعبرون عن ذلك باﻻنسحاب العلني كاضعف اﻻيمان.
لكني اعتقد ان ما بدا ﻻنصار الجبهة انه اعتراف مغربي ضمني بكرسي دولتهم اﻻفريقي، لم يكن في الواقع سوى بداية للف حبل المشنقة حول رقبة الجمهورية الصحراوية تمهيدا لسحب الكرسي اﻻفريقي من تحتها.
فلو قرأوا ما بين سطور تصريح الوزير بوريطة لضحكوا قليﻻ و بكوا كثيرا.
فقد كان الرجل واضحا:
البوليساريو غير مرئية، بمعنى ان حضور ملك المغرب لقمة ابيدجان رفع الحرج عن الديبلوماسية المغربية، وفك عقدة حضور الملتقيات و التجمعات الدولية التي تحضرها الجبهة.
و حضور المغرب حسب الوزير لن يكون هدف و ﻻ غاية كما هو الحال عند البوليساريو، بل ل:
-منع البوليساريو من تمرير وجهة نظرها كما تشاء.
-عرض وجهة نظر المغرب على اﻻفارقة من داخل بيتهم.
و اﻻهم العمل على سحب اعترافات الدول اﻻفريقية بالجمهورية الصحراوية.
و بهذا اعتقد ان قمة ابيدجان، قلبت الموازين بشكل جذري. فالمغرب لن يناقش حضور البوليساريو بعد اليوم، و البوليساريو لن تستطيع اﻻستفادة من دعم اﻻتحاد اﻻفريقي لرؤيتها، ﻻن اي مبادرة من هذا القبيل ستقسم دول اﻻتحاد و هو امر ﻻ يخدم الجبهة ان تكون المتسبب فيه.
و ﻻ اعتقد ان المغرب و حلفائه سيبادرون بعد اﻵن باثارة قضية البوليساريو في اي محفل افريقي، و سيتعاملون معها كانها غير مرئية فعﻻ، في انتظار ان تبادر الجبهة او احد حلفائها بطرح او مناقشة قضية الصحراء، و هو ما لن يحصل. ما سيخرج قضية الصحراء من جدول اعمال اﻻتحاد اﻻفريقي حفاظا على تماسكه، و بالتالي لن يبق للبوليساريو من مكسب في اﻻتحاد غير محاولة الحفاظ على مقعدها الذي تهدده المساعي المغربية لسحب اﻻعتراف بها.