شطاري-متابعة:
على الرغم من إعلان ديوان رئاسة الجمهورية في موريتانيا، أن رحلة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الرباط هي “زيارة خاصة”، إلا أنه اجتمع اليوم الجمعة، بالقصر الملكي بالدار البيضاء بالملك محمد السادس، ليُناقشا قضايا استراتيجية هامة، خصوصا ملفا خط الغاز نيجيريا – المغرب، ومبادرة تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
بلاغ مقتضب للديوان الملكي المغربي، قال إن العاهل المغربي الرئيس الموريتاني أكدا على “الشراكة الثنائية والتنسيق الثنائي، خاصة فيما يتعلق بالمبادرات الملكية في إفريقيا”، مبرزا أن الاستقبال الملكي لولد الشيخ الغزواني يندرج في إطار “علاقات الثقة والتعاون القوية بين البلدين، وأواصر الأخوة الصادقة بين الشعبين الشقيقين”.
أهم ما جاء في بلاغ الديوان الملكي هو حديثه عن أن زعيمي البلدين أكد “حرصهما على تطوير مشاريع استراتيجية للربط بين البلدين الجارين، وكذا تنسيق مساهمتهما في إطار المبادرات الملكية بإفريقيا”، وخص بالذكر أنبوب الغاز الإفريقي – الأطلسي الذي كان يسمى خط الغاز نيجيريا – المغرب، ومبادرة تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
ولم يُغفل القصر الملكي المغربي الحديث عن أن هذا اللقاء يندرج في إطار “علاقات الثقة والتعاون القوية بين البلدين، وأواصر الأخوة الصادقة بين الشعبين الشقيقين”، مبرزا أن الملك محمد السادس والرئيس ولد الشيخ الغزواني ثمنا “التطور الإيجابي الذي تعرفه الشراكة المغربية – الموريتانية في جميع المجالات”.
الحديث عن الثقة في الظرفية الراهنة، يبدو مثيرا للانتباه، في ظل حالة الشك التي سادت العلاقة بين البلدين، إثر قرار الحكومة الموريتانية رفع الرسوم المفروضة على البضائع المغربية المنقولة برا إلى داخل ترابها، وتحديدا المنتجات الفلاحية، وهو ما تلاه، قبل أيام، إطلاق خط بحري تجاري مباشر بين المغرب والسنغال، عبر ميناء أكادير وداكار.
مسألة الثقة والتعاون بين المغرب وموريتانيا، تُذكر أيضا بمحاولات الجزائر المستميتة للتقرب من نواكشوط، آخر وجوهها زيارة الرئيس عبد المجيد تبون قبل أيام، وهي الأولى من نوعها لرئيس جزائري إلى موريتانيا منذ 37 عاما، في ظل مساعيه لبناء “اتحاد مغاربي” لا يشمل المغرب، وهي الخطوة التي كنت موريتانيا الوحيدة التي نأت علنا بنفسها عنه.
ومن جهة أخرى، يبدو لافتا حديثُ الملك والرئيس الموريتاني عن مبادرة تسهيل ولوج دول منطقة الساحل إلى المحيط الأطلسي، التي ستتم من خلال ميناء الداخلة الجديد، إذ كانت موريتانيا هي البلد الوحيد الغائب عن اجتماع وزاري للتنسيق بشأن المبادرة، الذي احتضنته مراكش قبل سنة بالضبط، بدعوة من المغرب وبمشاركة وزراء وممثلي النيجر ومالي وبوركينافاسو وتشاد.
وبالإضافة إلى أن للأمر علاقة بتجسيد السيادة المغربية على الصحراء، فإن تنزيل هذه المبادرة يحتاج لزوما إلى انخراط موريتانيا، باعتبارها البلد الوحيد من دول الساحل الذي يتوفر على حدود برية مع المغرب، وبالتالي لا بد من مرور أي طريق بري يربط باقي البلدان بميناء الداخلة الأطلسي على أراضيها.