ناجي بنصر:
العيون 23 يونيو 2017
رسالة إلى الملك
الموضوع : والي الجهة و المشروع التنموي بالأقاليم الجنوبية
صاحب الجلالة الملك محمد السادس نؤمن فعلا و كما يؤمن كثيرون ايضا بأنكم و منذ اعتلائكم عرش اسلافكم الميامين عملتم بجهد جهيد على ترسيخ قيم الديموقراطية و المساواة و نهج الحداثة بتمكين المواطن من مختلف حقوقه اجتماعية كانت أو إقتصادية في إطار دولة المؤسسات و الحق و القانون انطلاقا من العمل على تقريب الادارة من المواطن و ربط المسؤولية بالمحاسبة..
كل هذا متفق عليه في دستور البلاد سنة 2011..
فهل فعلا استفادت الأقاليم الجنوبية من هذه الديمقراطية و هل تمتع سكانها بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية، أم أنهم الإسثتناء كمال يقول بعض المسؤولين المنتمين لأم الوزاراة ؟
و بدافع الغيرة التي كانت سببا مباشرا في كتابة هذه الأسطر بحثا مني عن الإجابة لجملة من الأسئلة العصية التي تراود عددا من الشباب و النخب المثقفة بالأقاليم الجنوبية خاصة مدينة العيون التي قمتم بزيارات متكررة لها في الأونة الاخيرة معلنين عن إنطلاق عدد كبير من الأوراش و المشاريع الكبرى لتنميتها و نهضتها في جميع المجالات..
أحيطكم علما مولاي أنه و منذ إنتهاء زياراتكم لاشيء تغير، الوضع على ماهو عليه ..مشاريع توقفت قبل ان تبدأ و عطالة إجتماعية مستمرة في النمو يتولد عنها سخط مجتمعي فقد فيه المواطن ثقته في الادارة و المسؤول وأصبح فيه التغيير جرعة لتهدئة الوضع بالنسبة له..
نتذكر كلنا الأسباب و الدوافع التي كانت سببا في اندلاع احداث مخيم اكديم ازيك الذي خرجت فيه كل أطياف المجتمع الصحراوي مطالبة بتحقيق مطالبها الاجتماعية والتي استغلها بعض المسؤولين بالمنطقة لتغذية أطروحة الانفصال و خدمة أجندات سياسية خبيثة تهدف لزعزعة الإستقرار و تضليل الرأي العام، و هي حقا كانت مطالب إجتماعية و جدت أمامها أبوابا موصدة كما هو الشأن آنيا في ظل ولاية المسؤول الأول عن الجهة “يحظيه بوشعاب” و الذي لم يسجل له أي تجاوب مع الساكنة خاصة فئات المعطلين التي تخرج بإستمرار للشارع العام مطالبة بحقها في ولوج الشغل متسائلة بذلك عن مصير مشاريع النهضة الملكية المخصصة للأقاليم الجنوبية، زد على ذلك انعدام وجود أي إنجاز…… أو على الأقل فتح قناة للحوار كان من المفروض ان يجريه الوالي مع مكونات المجتمع المدني من أجل شرح برنامج هذه المشاريع و تحديد خطها الزمني و بالتالي محاولة ايجاد حلول و مقترحات من شأنها تقليص نسبة البطالة ومحاربة الهشاشة و التهميش إعتمادا على ميزانيات الدولة المتعلقة بتنمية الأقاليم الجنوبية.
سنوات مضت على تعيينكم للوالي المذكور أعلاه لولاية جهة العيون الساقية الحمراء و التي تورمت بأهات سكانها المغلوب على أمرهم بسبب شططه في السلطة و خدمة الموالين له، مبررا أخطاءه بين الفينة و الأخرى بالمحافظة على إستقرار المنطقة و استتباب الأمن، و كأنه تجرد من خدمته التي هي في الأساس تمثيل صاحب الجلالة و السير على نهجه في الوقوف إلى جانب المواطن وفك مختلف مشاكله..
و في الأخير هي رسالة علنية لصحفي شاب ليست الغاية منها الحصول على إمتياز بأي شكل من الأشكال بقدر ماهي رسالة نأمل منها تدخلكم بشكل مباشر و بدون وساطة لتحقيق مطالب ساكنة أملها في الله و فيكم بعد ان فقدت ثقتها في من عينتم إياه واليا على جهتها..
عيد مبارك سعيد و كل عام و أنتم بخير
