شطاري-متابعة:
أصبحت دول أوروبا وخاصة المؤثرة منها مسرحا للمواجهة المغربية والجزائرية بشأن تسليح حزب الله اللبناني لجبهة البوليساريو، فقد بدأ البلدان في إشعار الدبلوماسية والاستخبارات الأوروبية لتبرير المواقف التي اتخذاها.
وكان المغرب قد وجه منتصف الأسبوع الجاري اتهامات الى إيران والجزائر بتسهيل عمل حزب الله للتنسيق مع جبهة البوليساريو ومدها بالأسلحة وتدريبها على بعض مضادات الطيران وعلى رأسها صواريخ سام 9 و11، كما جاء في تصريحات كل من وزير الخارجية ناصر بوريطة والناطق باسم الحكومة مصطفى الخلفي.
وتعتبر الاتهامات المغربية قوية لأنها تحذّر من موطئ قدم لحزب اللبناني في شمال إفريقيا عبر بواية نزاع الصحراء. وسارع الحزب وإيران والجزائر الى نفي الاتهامات المغربية وتقديم رواية مغايرة مفادها وقوف إسرائيل والسعودية وراء القرار المغربي.
ولا يقف الأمر عند البيانات والبيانات المضادة بل سيتطور الى ما هو أبعد، ومن ضمن الإجراءات المرتقبة احتمال إقدام الجزائر على تخفيض دبلوماسي مغربي في الجزائر، وبدون شك سيكون رد مغربي مماثل. لكن المعركة الكبرى ستكون في الساحة الأوروبية بين المغرب والجزائر.
في هذا الصدد، هددت الجزائر بحملة وسط دول الاتحاد الأوروبي لتفنيذ الاتهامات المغربية، وستتحرك عل مستويين، الأولى وهي مخاطبة وزارات الخارجية علانية، والثانية هي قيام جهاز الاستخبارات الجزائري بمخاطبة نظيراتها الأوروبية بحكم أن الأمر يتعلق بالأمن في شمال إفريقيا والإرهاب.
وستقوم الدبلوماسية والاستخبارات المغربية بالمهمة نفسها للتعريف بموقفها والتحذير من تحويل شمال إفريقيا الى بؤرة توتر يشارك فيها حزب الله. وعمليا، وبحكم العلاقات المغربية-الأوروبية فقد قامت بهذا العمل وخاصة في الجانب الأمني. وتعترف مصادر سياسية في اسبانيا على الأقل بتوصل هذا البلد الأوروبي بمعلومات حول هذا الملف الشائك.
وعلى الرغم من الصراع القائم بين المغرب والجزائر، يستعبد اتخاذ الاتحاد الأوروبي موقفا سياسيا علنيا بشأن هذه الأزمة لانشغاله من تخوفات احتمال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق حول النووي الإيراني، ولكن سيترك معالجة الشق الأمني للأجهزة الأمنية والاستخبارات.