احتضنت مدينة العيون، طيلة اليومين الماضيين، أشغال الدورة الرابعة للملتقى الوطني للصحافة والإعلام بالصحراء، وهي المناسبة التي يهدف من خلالها المنظمون إلى “المساھمة في إثراء النقاش الوطني حول دور الإعلام في ترسيخ الوعي السیاسي لدى الشباب على المدى البعید، وإبراز أھمیته كأسلوب وثقافة مثالیة في مجال الاتصال السیاسي”.
الملتقى الوطني للصحافة والإعلام بالصحراء المنظم من طرف “نادي الصحراء للإعلام والاتصال”، بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال، شكّل فرصة لمناقشة مجموعة من المحاور في إطار جلسات وندوات علمية وورشات تكوينية، أطرها خبراء وأساتذة جامعيون مغاربة، من أجل تعزيز وتقویة مھارات الصحفیین والمراسلین الصحفیین في مجال الكتابة والتحریر الصحفي والصورة والإلقاء والتنشیط، وفق المعاییر المعتمدة في المؤسسات الإعلامیة.
واستغل منظمو الملتقى المناسبة لتوقيع اتفاقية شراكة بين نادي الصحراء للإعلام والاتصال والمعهد العالي للصحافة والاتصال، من أجل استئناف برنامج التكوين الصحفي والتأهيل الإعلامي بجهة العيون الساقية الحمراء، قبل أن تنطلق أشغال ندوة وطنية تحت عنوان “الشباب والفعل السياسي بالمغرب بين رهان المشاركة وأسس التفعيل”.
الندوة الوطنية المذكورة جرت بتأطير من محمد طلال، المدير العام للمعهد العالي للصحافة والاتصال، الذي أكد على أهمية مشاركة الشباب في الفعل السياسي والانخراط الجاد في الهياكل التنظيمية للأحزاب السياسية التي من أهم أهدافها تأطير المواطن المغربي، قصد المساهمة في بناء المشهد السياسي والدفع بدواليب الدولة نحو التقدم والتنظيم، معددا في كلمته “الإكراهات المتعددة التي تحول دون إقناع الشباب بأهمية المشاركة السياسية”.
أشرف طريبق، رئيس مركز هسبريس للدراسات والإعلام، أشار في مداخلته إلى أن “تطور الإعلام التفاعلي يفرض تطوير آليات التعامل وإدماج الشباب في المشاركة السياسية التي لا يمكن تقييمها بمؤشرات التسجيل والتصويت”، مشدّدا في الوقت ذاته على أن “حملة مقاطعة بعض المنتوجات أبانت عن انخراط قوي للشباب، وهو عمل سياسي بامتياز”.
وألقى الكاتب والصحفي رشيد بلغيتي كلمة خلال مشاركته في أشغال الندوة الوطنية، تطرق من خلالها إلى الإكراهات التي يعيشها المشهد السياسي المغربي، خاصة في السنوات الأخيرة والوقت الراهن، ومن ضمنها “إقصاء فئة الشباب من المساهمة في التغيير، وحرمانها من تسيير الشأن المحلي والعام بالبلاد، عكس ماكان يعيشه الفعل السياسي في فترات تاريخية سابقة، كعهد الحماية مثلا والسنوات التي تلته”.
أما الكاتبة والسياسية حسناء أبو زيد، فقد انتقدت بشكل صريح وواضح المؤسسات الإعلامية الوطنية، “نظرا لتعاملها السيء مع المستجدات التي يشهدها ملف نزاع الصحراء”، مُعدّدة في الوقت ذاته “سبل التعاطي السلبي لتلك المؤسسات مع التطورات المتسارعة الأخيرة، والأوصاف المسيئة التي تصف بها الطرف الآخر من النزاع”، مشدّدة في هذا السياق على أن “هذا الشكل من الاستراتيجيات لا يخدم مصلحة الوطن، ولا يعزز مواقفه الدبلوماسية العادلة”.
يشار إلى أن الدورة الرابعة للملتقى الوطني للصحافة والاعلام بالصحراء، المنظمة تحت شعار “الإعلام وآفاق المشاركة السياسية للشباب بالمغرب”، تأتي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، ويسعى الواقفون وراء تنظيمها إلى “تسلیط الضوء على العلاقة بین التنشئة والمشاركة السیاسیتيْن، وعلى الدور الذي تضطلع به وسائل الإعلام في ظل التحول الدیمقراطي الذي تشھده مجموعة من دول العالم، وتنامي مفاھیم جدیدة أفرزتھا عولمة القیم الدیمقراطیة”