um6p
هل سيبدد المبعوث الدولي لتسوية نزاع الصحراء الغربية الأجواء المتوترة مع الرباط؟

هل سيبدد المبعوث الدولي لتسوية نزاع الصحراء الغربية الأجواء المتوترة مع الرباط؟

شطاري "خاص"7 أغسطس 2016آخر تحديث : الأحد 7 أغسطس 2016 - 12:19 صباحًا

الرباط -القدس العربي: محمود معروف

تنتظر المبعوث الدولي للصحراء الغربية مهمة صعبة خلال جولته القادمة في منطقة المغرب العربي لتحفيز أطراف النزاع الصحراوي على العودة لطاولة المفاوضات المباشرة المجمدة منذ أكثر من 4 سنوات.

 
ومن المقرر أن يستأنف الدبلوماسي الامريكي كريستوفر روس، مهمته كممثل شخصي للأمين العام للأمم المتحدة لتسوية نزاع الصحراء الغربية، ويقوم خلال شهر اب/اغسطس الجاري بجولة تشمل موريتانيا والمغرب والجزائر ومخيمات تندوف/ جنوب الجزائر حيث التجمع الرئيسي لجبهة البوليساريو.

 
وتهدف الجولة متابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2285 الصادر نهاية نيسان/ ابريل الماضي، الذي حث أطراف النزاع الصحراوي على العودة للمفاوضات المتوقفة منذ اخر جولة عقدت في مانهاست بالولايات المتحدة اذار/ مارس 2012 بالاضافة إلى متابعة تسوية ملف عودة الموظفين المدنيين ببعثة الامم المتحدة بالمنطقة والاهم ما تردد انه يحمل مقترحا جديدا لتسوية للنزاع.

 
واذا كانت لقاءات روس في نواكشوط والجزائر وتندوف، ستتسم بتفاصيل تقنية، ليست محل خلاف كبير معها، فان اولى مهمة له بالرباط تحتاج منه إلى خلق اجواء من التفاهم والثقة المهزوزة مع المغرب، الطي كان في وقت سابق قد طالب باستبداله واتهامه بالانحياز واللامهنية واللاموضوعية، وقبل بعودة روس لمهمته بعد محادثة هاتفية التزم فيها الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون للعاهل المغربي الملك محمد السادس بضوابط تخفف من غضب الرباط على مبعوثه.

 
واذا كانت الرباط خلال السنوات الماضية لم ترفع الصوت ضد كريستوفر روس، الا ان المسؤولين المغاربة ما زالوا يهمسون بانزعاجهم الذي اضيف له ايضا غضبهم على بان كي مون نفسه بعد تصريحات له في اذار/مارس الماضي وصف بـ»الاحتلال» استرداد المغرب للصحراء الغربية من اسبانيا 1976، وهو الغضب الذي اسفر عن ابعاد المكون المدني من بعثة المينورسيو (84 موظفا) ووقف مساهمته في ميزانية البعثة.

 
ونجح المغرب والامانة العامة للأمم المتحدة بجهود فرنسية بالتوصل إلى اتفاق بالعودة التدريجية للمطرودين، وذلك قبل عقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة حول الموضوع نهاية تموز/ يوليو الماضي، وبالفعل عاد 25 موظفا بعد الجلسة.

 
الا ان اوساط الامانة العامة للأمم المتحدة لا زالت تتحدث عن عدم قيام البعثة بمهمتها كاملة، وهي البعثة التي بدأت عملها 1991 لمراقبة وقف اطلاق النار والاعداد لاستفتاء يقرر من خلاله الصحراويون مصيرهم بدولة مستقلة او الاندماج بالمغرب.

 
واذا كانت مراقبة مهمة وقف اطلاق ما زالت سارية المفعول فان المغرب يقول بان مهمة الاعداد لاستفتاء قد انتهت بقرارات مجلس الأمن التي تحدثت عن صعوبات اجراءه وبعد مبادرته 2007 بمنح الصحراويين حكما ذاتيا تتمتع سلطاته المنتخبة بصلاحيات واسعة تحت السيادة المغربية.

 
وادى تعثر السلام الصحراوي إلى مطالبات تتحدث عن انهاء مهمة المينورسيو وتتحدث عن التكاليف الباهظة لهذه البعثة التي تتحملها المنظمة الدولية. وكان اول المطالبين بذلك مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية 1998
وعاد مركز «HeritageFoundation» الأمريكي المعروف بقدرته على التأثير في القرار الأمريكي، إلى اثارة هذا الموضوع الاسبوع الماضي وقالت وسائط اعلامية مغربية ان المركز اعتبر أن كلفة هذه البعثات جد باهظة، وطالب بضرورة جعلها أكثر نجاعة.

 
وقال تقرير للمركز نشر الاسبوع الماضي ان بعثة المينورسو تعد من أكثر بعثات السلام كلفة لميزانية الأمم المتحدة؛ حيث كلفت ما مجموعه حوالي مليار و200 مليون دولار وذلك منذ تكليفها من طرف مجلس الأمن بمهمة حفظ السلام في الصحراء المغربية 1991، لتحتل بذلك المرتبة 20 ضمن قائمة أغلى بعثات السلام في العالم.

 
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق ان المبعوث الدولي كريستوفر روس مستعد للتوجه إلى المنطقة لمناقشة الاقتراح حول «احياء عملية التفاوض بشان الصحراء الغربية» وانه «يجري العمل على اعداد اقتراح رسمي لتقديمه إلى الأطراف والدول المجاورة» الا انه لم يتحدث عن مضمون هذا المقترح بهدف الوصول إلى حل مقبول للطرفين بشأن مستقبل إقليم الصحراء».
جولات المفاوضات الاربع السابقة التي قادها كريستوفر روس كانت دائما تصطدم بتمسك المغرب بمبادرة الحكم الذاتي وتمسك جبهة البوليساريو التي تسعى لدولة مستقلة بالصحراء اجراءالامم المتحدة لاستفتاء تقرير المصير.

 
وكتب صبري الحوا الخبير المغربي في القانون الدولي ونزاع الصحراء ان المقترح الذي يحمله روس ذي علاقة وطيدة بسابق قرارات مجلس الأمن وتقارير الأمين العام، التي تدعو الأطراف إلى البحث عن حل سياسي وسط متوافق عليه، وعن شكل لتقرير المصير. وهذه الشروط تفرض على مواصفات المقترح تجاوز الحكم الذاتي، المبادرة المغربية، وآلية الاستفتاء، بالإضافة إلى عدم الانفتاح على الخيارات الثلاثة المضمنة في مبادرة البوليساريو.

 
وان الحل بهذه الخصائص والمميزات يبقي إقليم الصحراء لصيقاً ومرتبطاً بالمغرب في نطاق معين ومجالات محددة، بشكل لا يصبح مستقلا كاملاً؛ وفي الوقت نفسه لا يكون مطابقا لنظام الحكم الذاتي، بل يتجاوزه تطورا وتقدما، ما دام المقترح مرتبطا بالحل الوسط بين الحكم الذاتي والاستقلال مستبعدا نظام الفدرالية والكونفدرالية، لأن المكونات الأساسية للأخيرين عبارة عن دول مستقلة قررت الاتحاد في ما بينها.

 
ويضيف أن المقترح الجديد استوحى مما يمتاز به التقسيم الإداري والسياسي في بريطانيا وأمريكا، وخاصة لكونهما تجمعا اتحاديا؛ بالإضافة إلى مقاطعتي كوسوفو وميتوهيا في صربيا، المتمتعة بالحكم الذاتي المتطور، تشكل صيغة الحل الوسط بين الحكم الذاتي وبين الاستقلال؛ وهو نموذج المقترح الذي اشتغل عليه خبراء الأمم المتحدة ويسعون إلى فرضه في الصحراء.

 
هل سيبدد كريستوفر روس بمقترحه الجديد الاجواء المتوترة مع الرباط ام سيزيدها توترا، بالتاكيد ما كان لروس ان ياتي للمنطقة باقتراحه لو لم يم التشاور حوله او على الاقل حول خطوطه العريضة قبل صياغته واعداده والطلب من الناطق الرسمي باسم الامانة العامة للأمم المتحدة الاشارة اليه وتبقى ممهته متعلقة بالتفاصيل حتى لو كمنت في وسطها الشياطين.

رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

شطاري "خاص"