شطاري-متابعة:
دخلت حملة المقاطعة الشعبية التي تستهدف منتوجات حليب “سنترال” ووقود “إفريقيا” والماء المعدني “سيدي علي” منعطفا جديدا، بعدما لجأت شركة “سنترال” لسياسة تسريح العمال، ردا على الانخفاض الحاد في مبيعاتها.
وبعد قيام شركة “سنترال” بتسريح أزيد من 900 عامل مياوم، نظم المئات من عمال الشركة وقفة احتجاجية مساء اليوم الثلاثاء وقفة احتجاجية أمام البرلمان المغربي للفت انتباه المغاربة إلى خطورة هذا الفعل على أوضاعهم الاجتماعية، بحسبهم، كما طالبوا الحكومة بضرورة التدخل للحيلولة دون وقوعهم ضحية للبطالة والتشرد.
ومن المفاجآت التي عرفتها الوقفة حضور لحسن الداودي، وزير الشؤون العامة والحكامة للوقفة، حيث شوهد يرفع الشعارات إلى جانب المحتجين، ودعا بدوره إلى إيقاف المقاطعة. وبحسب ما عاينه موقع “تيل كيل عربي” فإن المشاركين في الوقفة قدموا على متن عدد من الحافلات من مختلف المدن كمكناس وفاس والدار البيضاء وبني ملال.
وحمل المشاركون لافتات تدعو المغاربة إلى إيقاف المقاطعة، وأخرى تحمل حكومة العثماني ما قد يتعرضون له بسبب استمرار الحملة، التي يقولون إنها بنيت على أسباب غير حقيقية، كما اختار العشرات منهم ارتداء قمصان كتب عليها عبارة “خليونا نتصالحو”، وهو الشعار الذي رفعته شركة “سنترال” منذ أسابيع في محاولة لاقناع المغاربة بايقاف المقاطعة.
ورفع المحتجون شعارات تنبه لخطورة المقاطعة من قبيل “لا تقاطع لا تقاطع العامل هو الضائع”، و”انتوما درتوها وحنا نخلصوها”، و”وحنا ولاد الشعب”.
وبحسب التصريحات التي استقاها موقع “تيل كيل عربي” من عدد من المشاركين في الوقفة بدا أن الخوف من المصير المجهول هو القاسم المشترك بينهم، في الوقت الذي بدوا فيه مختلفين حول طريقة التعاطي مع الوضع القائم بين من يدعو الحكومة للتدخل، وبين من يطالب الشركة بتخفيض السعر، فيما طالبت الغالبية العظمى المغاربة بإيقاف حملة المقاطعة.
في هذا الصدد، قال محمد تواتو، مستخدم بشركة سنترال بمدينة سلا في تصريح للموقع “إن المقاطعة بنيت على أسباب غير معقولة، خاصة أن الشركة لم ترفع من أسعار الحليب”. وكشف تواتو أن عددا من أصدقائه المياومين في الشركة تم توقيفهم، وهو ما أدخل الفزع والخوف لقلوب باقي العمال، الذين أصبحوا مهددين بالطرد في أي لحظة”،بحسبه.
وأوضح المصدر ذاته، أن مبيعات الشركة من الحليب انخفضت بأزيد من 50 في المائة بحي “شماعو”، وهو أحد الأحياء الكبيرة في مدينة سلا، وهو ما جعل نفسية العمال صعبة للغاية، بحسبه، مضيفا أنه متزوج وأب لطفل، وليس لديه أي مصدر آخر للعيش.
من جهته، دعا “ابراهيم”، مستخدم بشركة “سنترال”، الذي قدم من الجديدة، الحكومة المغربية إلى ضرورة إيجاد حل للأزمة التي تعيشها الشركة حماية للعمال من التشرد، وقال “إن الشركة قامت بخفض الأسعار في رمضان، وتجاوبت مع الشعب، لكن للأسف ووجهت بحملة من الأكاذيب على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم التشكيك في جودة منتوجها”.
ودعا المتحدث المغاربة إلى الحذر من ترويج المعلومات الكاذبة، التي تضر الشركة، وهو ما ينتج عنه ضرر بالعمال والمستخدمين، بحسبه.. إلى ذلك، أجمعت جل الأراء التي استقاها الموقع على مناشدة المغاربة بإيقاف حملة المقاطعة، كما دعت الحكومة إلى ضرورة التحرك لايقاف مسلسل التوقيفات والطرد في صفوف العمال.
وكانت شركة “سنترال” قد أعلنت عن تكبذها خسارة بلغت 15 مليار سنتيم، وتراجعا في رقم المعاملات السنوي بلغ ناقص 20 في المائة، بحسب نتائجها المالية نصف السنوية.
وكانت “سنترال دانون” أعلنت عن خفض حجم تزودها بالحليب بنسبة 30 في المائة، بسبب تراجع مبيعات حليبها نتيجة المقاطعة، كما لجأت قبل مدة إلى الاستغناء عن أزيد من 900 عامل، نتيجة تراجع أرباحها وتقلص رقم معاملاتها.
وحسب بلاغ للشركة فإن الفترة ذاتها من العام المنصرم سجل أرباحا قدرت بـ56 مليون درهم.وتقول الشركة إن استمرار حملة المقاطعة يهدد ما يزيد عن 120 ألف فلاح يزودون الشركة بالحليب، وهو ما يعني ألحاق الضرر بشريحة مهمة من الفلاحين.