شطاري-متابعة:
رداً على ما راج بخصوص عزم الأمم المتحدة، عن طريق مبعوثها إلى الصحراء، هورست كولر، طرح مقترح جديد لحل النزاع القائم بين المغرب وجبهة البوليساريو يعتمد على صيغة “الاتحاد الكونفدرالي المتقدم”، من نوع الكومنولث، نفى مصدر رسمي أن تكون الرباط توصلت بأي مشروع جديد قصد طرحه للنقاش خلال مشاورات جديدة يرتقب إطلاقها في شهر شتنبر المقبل.
وكانت مواقع إسبانية ودولية كشفت في تقارير مختلفة أن الأمم المتحدة تعتزم طرح مقترح جديد لحل ملف الصحراء مختلف عن مقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب عام 2007، ومطلب تنظيم الاستفتاء لتقرير المصير الذي تتبناه الجبهة.
مصادر مغربية رسمية قريبة من ملف الصحراء أكدت لجريدة هسبريس الإلكترونية أن “الترويج لمثل هذه التكهنات والسيناريوهات ليس بالجديد، بل يتم طرحه في كل مرة في قالب جديد من أجل جس النبض والتشويش على مسار الملف”، مشددا على أن “موقف المملكة المغربية من قضية الصحراء لن تتم مراجعته”.
وتابع المصدر ذاته بأن “مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل النزاع بالأقاليم الصحراوية هو منظومة متكاملة تستجيب لكافة مطالب الساكنة في إطار مخطط تنموي شامل، وليس مجرد مشروع على الورق”.
بدورها نفت جبهة البوليساريو علمها بأي مقترح جديد لحل نزاع الصحراء. وقال أمحمد خداد، منسق الجبهة مع بعثة المينورسو: “لم نتلق أي اتصال لا من طرف المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي ولا من غيره حول أي اتفاق جديد”، مشيرا إلى أن “هناك مجهودات حثيثة للبحث عن التسوية، خاصة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك من طرف المبعوث الشخصي نفسه”.
الحل الأممي الجديد، كما راج على لسان عدد من المصادر الإعلامية الدولية، يحاول الجمع بين مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب ومطلب تقرير المصير المفضي إلى انفصال نهائي الذي تتشبث به البوليساريو، إذ سيقترح نظاما أشبه بالكومونولث الذي تطبقه بريطانيا مع الدول المنضوية تحت لوائها، وتتمتع فيه تلك الدول باستقلالية شبه تامة، لكنها تبقى خاضعة للمملكة المتحدة دائما.
وذكرت المصادر ذاتها أن الأمم المتحدة قامت بإعداد مقترح جديد بتعاون مع خبراء أمريكيين وبريطانيين ومن جنسيات أخرى، يرتكز على أساس جعل علاقة الصحراء مع المغرب كعلاقة التاج البريطاني مع دول الكومنولث، أو كعلاقة مونتينيغرو مع صربيا؛ أي إن الإشراف على الأقاليم الصحراوية سيكون من اختصاص البوليساريو، بينما ستبقى الأقاليم الجنوبية تابعة لدولة المغرب، وهو خيار معمول به في عدد من دول العالم.