شطاري-العيون
تجاوب جمهور الأقاليم الجنوبية بشكل كبير مع العرض المسرحي الحساني “مراد شرتات”، الذي قدمته فرقة أوديسا بالفضاءات العامة بهذه المدن وفق ما تتطلبه قواعد مسرح الشارع الذي جاء ليكسر الحواجز ليذهب المسرح إلى الجمهور عوض أن يأتي هو له، من خلال تقديم عروض مسرحية متكاملة بالشارع العام.
وهذا النوع من المسرح الذي تنطلق هذه السنة أول تجاربه بالأقاليم الجنوبية يتميز بانفتاحه على شرائح متعددة من الجمهور الذي هو العائلات والأسر التي تجد صعوبة في متابعة العروض المسرحية بالقاعات ما تسبب لها في قطيعة مع أبو الفنون.
وشكلت تجربة مسرحية “مراد شرتات” نقلة نوعية ومهمة بالنسبة لفرقة أوديسا التي تسعى من خلالها للعمل على حفظ وصيانة التراث الشفهي اللا مادي الحساني الذي توارثناه عن الآباء والأجداد وأضحى اليوم مهددا بالاندثار.
وعملت فرقة أوديسا في إطار التوطين المسرحي على تجميع الحكايات الشعبية وتدوينها وتحويلها لأعمال مسرحية، فهي فضلا عن كونها وسيلة لتسلية الصغار وتجزية الوقت بالنسبة للكبار، فإنها تختزن قيم وعادات ساكنة المنطقة وتحفظ جزء غير يسير من التاريخ.
وقد تفاعل الجمهور مع مسرحية “مراد شرتات” عند عرضها بمدن العيون وأكادير وكليميم وبوجدور والسمارة وطرفاية في إطار جولة فنية شملت هذه المدن بدعم من وزارة الثقافة والاتصال في إطار برنامج التوطين المسرحي للسنة الجارية.
وتعتزم أوديسا مواصلة هذه التجربة في السنوات المقبلة من خلال مسرحيات مستمدة من الحكاية الشعبية بالاعتماد على كتاب ومخرجين وفنانين من مدارس ومشارب متعددة وتعزيز الجهود التي تقوم بها في مجال التكوين وتعزيز مهارات الشباب في المسرح عبر تنظيم إقامات فنية وورشات تكوينية تشمل مختلف التخصصات المسرحية من تأليف وتشخيص وسينوغرافيا وملابس إضافة إلى الإخراج.