ليلى الموساوي:
كانت البطولة الإفريقية لكرة اليد؛ التي احتضنتها مدينة بالعيون طيلة العشرة أيام الأخيرة، مثيرة لاهتمام المتابعين لهذا الصنف الرياضي المصنف ثانيا بعد كرة القدم من حيث المتابعة، لكنها شكلت فرصة ثمينة للتعريف بالصحراء.
لقد شكل نهائي البطولة الذي جمع بين فريقي الزمالك المصري والترجي التونسي، مفترق طرق بين رغبة الكثيرين في فوز الفريق التونسي باعتباره فريقا مغاربيا، وبين تطلع البعض إلى أن تكون الكأس من نصيب الفريق المصري، نظرا لما سيحققه فوز الزمالك من فرص التعريف بالأقاليم الصحراوية في الشرق الأوسط وفي بقاع أخرى في أرجاء المعمورية.
كان النصر حليف التوجه الثاني، حيث توج الزمالك المصري بطل الدورة، وبذلك استفادت الصحراء من قوة الإعلام المصري وحضوره المتميز في ساحات لم يسبق أن وصلها الإعلام التونسي.
فحجم مصر وقوة تأثيرها إقليميا ودوليا، سيحول نصر فريق الزمالك، إلى وسيلة للتعريف بالصحراء، نظرا لما يتمتع به الفريق من شعبية داخل مصر، وما يستقطبه من اهتمام إعلامي محلي وخارجي.
لقد تحولت المواسم الرياضية من مجرد حدث عابر يتنافس فيه اللاعبون ويتابعه المهتمون، إلى أداة للتعريف بالأماكن التي تقام فيها البطولات، اقتصاديا وثقافيا وسياحيا، وهو ما يفسر التنافس المحموم بين الدول لاستضافتها، حيث باتت الحكومات تُنفق المليارات وتُجند الدبلوماسية وتستخدم المصالح كورقة ضغط للفوز باستضافة حدث رياضي.
ولذلك؛ يعتبر فوز فريق الزمالك في البطولة الإفريقية لكرة اليد، المنظمة في العيون، بمثابة تعيين الفريق المصري سفيرا للأقاليم الصحراوية التي تتطلع إلى التعريف بمقدراتها المتنوعة في المواقع التي يهتم إعلامها بالزمالك أكثر من اهتمامه بالترجي التونسي.