شطاري-العيون
في أعقاب موجة الانتقادات اللاذعة الموجهل لقيادية حزب العدالة و التنمية آمنة ماء العينين، خرجت هذه الأخيرة بتدوينة مطولة، ردت فيها على الهجمات المتواصلة ضدها، وآخرها ما كتبه المحامي الحبيب حاجي معتبرا أنها ترتدي حجابا إسلاميا مسيّسا، وأنها تتخلص منه حينما تكون خارج البلاد، لتظهر بلباس البحر العادي، حسب قوله.
ماء العينين، اعتبرت أن الهدف من هذه الهجمات هو “التأديب”، و”القتل المعنوي” عبر مدخل مفضل، وأكثر نجاعة هو “الخوض في الأعراض”، والابتزاز بالعائلة، والشائعات”، في إطار حرب ” من دون أخلاق ومن دون قواعد في مواجهة “امرأة”.
وقالت ماء العينين، في تدوينتها، إنه ليس من السهل أن تمارس امرأة السياسة في البلاد، كما يجب أن تمارس، مضيفة بأنه، على الرغم من “كل تلك الشعارات عن المساواة، والمناصفة، ودعم تمثيلية المرأة، وعدم التمييز ضدها.. (فإن) الواقع شيء آخر تماما.
وزادت قيادية “المصباح” أن “الاستقلالية، وبعض القوة في الخطاب، والموقف والانخراط، والالتزام النضالي، تعني في فهم بعض تمردا على النسق المغلق، وتعني الغرور، و”تخراج العينين” مما يستدعي التأديب والعقاب، والمدخل الأفضل، والأكثر نجاعة هو الخوض في الأعراض، واستهداف الحياة الخاصة والابتزاز بالعائلة، والمجتمع، والشائعات، والقيل والقال”.
وأضافت “عشت من ذلك الكثير الكثير، حتى صارت صديقات سياسيات يسألن عن سر المقاومة والاستمرار، على الرغم من القسوة والبشاعة في حرب من دون أخلاق، ومن دون قواعد في مواجهة “امرأة”.
وتابعت ماء العينين أن التبرير الجاهز لهذه الهجمات “هو الحق في استخدام كل الوسائل لأننا في مواجهة “شخصية عامة”، لكن التقييم لا ينصب على الأداء، أو الكفاءة، أو الاستحقاق، أو الحضور، أو المواقف، أو التقديرات، هذه الحلبة تترك للمعنيين حقيقة بأداء المؤسسات، والمنتخبين والسياسيين”.
وشددت المتحدثة نفسها على أن “الحلبة الأسهل لا تعرف غير الخوض في أسئلة تثير شهية النهش في لحوم الناس كهواية لدى من لا قدرة له على الارتقاء لمستوى الانتقاد، والمحاججة”
واستعرضت ماء العينين كل الهجمات السابقة عليها، وقالت: “هل تزوجت وهل طُلقت وهل أنجبت وماذا ارتدت؟ ومن جالست؟ وأين سافرت؟ وماذا تأكل وماذا تشرب وماذا تلبس وكيف تتكلم وكيف تتنفس وهل سعلت وهل عطست….؟؟؟ قبل أن تتابع: “هذه الأسئلة وغيرها هي التي تهم، بها نمارس الحرب النفسية، وبها نستدرج إلى ساحة الإنهاك، والاستنزاف، والتبرير، والاندحار”.
كما قالت النائبة البرلمانية ذاتها: “هنا كل الأسلحة الفتاكة غرضها وسؤالها واحد: من تكونين حتى تطمحي لمحاولة صناعة الفرق؟ أنت القادمة من عمق الشعب، من زاوية من عمق الجبل، من الهامش البعيد عن سطوة المركز؟ هكذا بكل بساطة؟ تستيقظين صباحا لتعلني الموقف الذي تريدين؟ هكذا وحدك؟ تصرين على أن تكوني مستقلة في رأيك وقناعاتك؟”
وتحدثت ماء العينين عن أن الهدف من وراء هذا الهجوم “ليس هو التعبير عن الاختلاف، الهدف هو الإيذاء، والإيلام إذا لم يكن لك (إن كنت تدعين القوة) فعلى الأقل لأبنائك وعائلتك، الهدف هو التأديب، والقتل المعنوي، هو كبح جماح الإرادة، واستنزاف طاقة رفع الرهانات، واعلان المواقف المستقلة، والصعبة، ووقف مد الانفتاح، وتدبير الاختلاف، ونسج التحالفات على قاعدة الديمقراطية”.
وأكدت ماء العينين أن “الهدف هو الإلهاء، والاستنزاف، والمزيد من تسطيح وعي الناس، وجرهم إلى النميمة، وتداول الشائعات، والافتراءات، وكل مظاهر الوضاعة، والحقارة المتجسدة في البشر، والخطاب، والسلوك، والممارسة”.
وفي ختام تدوينتها شددت ماء العينين على أنها لاتزال “مؤمنة بإمكانية صناعة الفرق داخل المؤسسات باستقلالية وثقة، وبالكثير من الاجتهاد، والعمل، والحضور، ولازلت مؤمنة أن الحزب، الذي أنتمي إليه هو حزب سياسي يمارس التأطير، والنضال السياسي، والمساهمة في تدبير الشأن العام، والترابي بشراكة مع الآخرين على قاعدة الديمقراطية، والتداول، واحترام الاختلاف”.