شطاري-العيون
حل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، مساء أمس الأربعاء، ضيفا على قناة الجزيرة القطرية، ببرنامج “بلا حدود”، لمناقشة موقف المغرب من عدد من القضايا التي تعرفها المنطقة العربية، في ضيافة صحفي القناة أحمد منصور.
استضافة بوريطة أمس في القناة القطرية، تأتي تزامنا مع الدعوة الأمريكية لمؤتمر دولي في بولندا ضد التدخل الإيراني في المنطقة، والذي يتجه المغرب لقبول المشاركة فيه، وكذا القضايا التي تعرفها منطقة الخليج، في الوقت الذي عبر في مختلف المحطات عن موقف حياد البلاد من صراعات المنطقة.
وفي خضم حواره مع الجزيرة، أفاد وزير الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، إن علاقات المغرب مع إيران كانت متذبذبة «ودخلنا في العديد من الأزمات قبل قطع العلاقات».
بوريطة وفي سياق آخر، تطرق لقضية اليمن، حيث قال بأن المغرب لم يشارك في المناورات وبعض الاجتماعات الوزارية التي قام بها التحالف العربي في اليمن، كما تأسف لمايقع في هذا البلد العربي قائلا: « يحز في النفس أن تعتبر الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن، الأسوأ في العالم».
وفيما يخص العلاقات المغربية الجزائرية، أكد بوريطة أن مبادرة الملك محمد السادس بمد يد المصالحة للجزائر هي نابعة من إرادة صادقة بحكم ما يجمع الشعبين من ماضٍ مشترك وعادات، ومن المنطلق الجغرافي الذي لا يتغير ومن رغبة الشعبين في فتح صفحة جديدة، كما أشار الوزير إلى أن المغرب له طموح في أن تتجاوب الجزائر بشكل من الأشكال ولهذه الأخيرة هامش واسع، مبرزا أنه “لا وجود لاندماج إقليمي بدون علاقات ثنائية طبيعية وإذا كانت هناك وصفة سحرية نريد التعرف عليها”.
اللقاء تطرق فيه بوريطة أيضا لقضية الصحراء، ولقاء جنيف الذي تم عقده على شكل مائدة مستديرة تضمنت أطراف النزاع، مؤكدا أنه كرس مرجعيات المغرب والأمم المتحدة في مسار تسوية هذا الملف. كما أن أن جولة جنيف جاءت في سياق يتألف من ثلاثة عناصر؛ أولها المرجعيات المغربية الثابتة التي كان عبر عنها الملك محمد السادس في 2015، والتي تؤكد بأن لا تسوية لهذه القضية خارج مبادرة الحكم الذاتي، وأنه لن يكون هناك أي مسار لم يشرك الأطراف الحقيقية، فضلا عن رفض أية مظلة للتسوية غير المظلة الأممية، وصولا إلى رفض أية مناقشة لمشاكل هامشية يراد بها خلق أزمة في المسلسل أكثر من البحث عن حل.
وفي ذات السياق أضاف بوريطة أن العنصر الثاني يتمثل في المرجعيات الأممية الحاضرة من خلال القرارين الأخيرين لمجلس الأمن، لا سيما القرار 2440، الذي يدعو إلى حل واقعي عملي ودائم، بناء على التوافق، كما يدعو كل الأطراف، ويذكرها بالإسم، إلى المشاركة والاستمرار فيها طيلة العملية السياسية، وهي عناصر، يقول الوزير “يجد المغرب نفسه فيها “، بينما يحث القرار الثاني الأطراف الأخرى على ألا تلجأ إلى خلق البلبلة شرق أو جنوب الجدار الأمني.
وسجل بوريطة كعنصر ثالث لسياق جولة جنيف، أن المرجعيات الوطنية والأممية سمحت على الأقل، للمغرب بأن يوضح مواقفه، وكشفت عما إذا كان لدى الأطراف الأخرى رغبة في التوصل إلى حل، أم أنها تسلك طريق المناورة.
وأكد وزير الخارجية، على أن الأهم في لقاء جنيف، الذي جاء بعد ست سنوات من انقطاع الاتصالات، هو أنه ضم كل الأطراف المعنية، والتي لديها مواقف ويمكنها أن تشارك في إيجاد الحل انطلاقا من مسؤولياتها ودورها في مسار الملف.
وفيما يخص مبادرة الحكم الذاتي، قال بوريطة إن المبادرة انطلقت من تجارب سابقة على مستوى الأمم المتحدة، وان مبادرة المغرب جاءت بناء على طلب من الأمم المتحدة ورغبة من قوى فاعلة، مشيرا إلى أن مجلس الأمن اعتبرها مبادرة جدية وذات مصداقية، مشيرا أنه حينما يصف مجلس الأمن هذه المبادرة ب”الجدية”، فمعناه أن مضمونها جدي، فيما يفيد وصفه لها “ذات مصداقية” بإنها “قادرة على إيجاد أو إيصالنا الى الحل النهائي لهذه القضية”.
أما عن مضمونها، الذي، يقول الوزير، إنه يندرج في إطار سيادة المغرب ووحدته الترابية، ف”يمنح فضاء لممارسة الاختصاصات لتنمية المنطقة وللحفاظ على التراث الصحراوي المغربي، وللدفع بساكنة المنطقة الى الانخراط في التنمية، وإيجاد آليات ومؤسسات محلية لها تمثيلية تتجاوب مع تطلعات الساكنة”.
وتابع بوريطة أن غنى مضمون هذه المبادرة من حيث الاختصاصات والأجهزة وكيفية التعامل للوصول الى الموارد المالية والطبيعية بما يمكن ساكنة المنطقة من تحقيق التنمية، هو ما جعلها تحظى بتأييد مجلس الأمن والولايات المتحدة التي اعتبرتها مبادرة “واقعية” وأيضا فرنسا وبريطانيا اللتان وصفتا جهود المغرب في هذا الإطار بأنها ذات “مصداقية”، فضلا عما كسبته من “دعم دولي كبير”، حري بأن تنخرط فيه الأطراف الأخرى.