شطاري-العيون
في أعقاب انعقاد الدورة الأولى لمجموعة العمل الخاصة بإفريقيا، المندرجة ضمن الحوار الاستراتيجي المغرب–الولايات المتحدة، والتي انعقدت، يوم الثلاثاء في العاصمة واشنطن، والتي تهدف إلى “تعزيز التعاون على أساس المصالح المشتركة للبلدين في إفريقيا”، أفاد مكتب المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، في مذكرة لوسائل الاعلام، أن وفدي البلدين “اتفقا على الاستفادة من المبادرات الحالية لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجهها القارة”.
وبحث الوفدان فرصا جديدة للتعاون الثلاثي الممكن في إفريقيا، بما في ذلك تنمية القطاعات المالية والتجارية وتمكين الشباب، فضلا عن مكافحة الإرهاب وتعزيز قدرات المصالح الأمنية في المنطقة وتعزيز الحكامة.
وبناء على القرار المتخذ في شتنبر الماضي من قبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، ووزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بإعادة إطلاق الحوار الاستراتيجي المغرب–الولايات المتحدة، انعقدت هذه الدورة الأولى بمشاركة وفد وزاري هام يقوده محسن الجزولي، الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي.
وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، أمس الأربعاء بواشنطن، أن المغرب استطاع أن يرسي، بقيادة الملك محمد السادس، مقاربة “متفردة”، و”مشهود بها” للوقاية ومكافحة التعصب والتطرف العنيف.
وقال الوزير، الذي كان أول متحدث في الجلسة الثانية للاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة (داعش) التي انعقدت بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن”هذه المقاربة تتمحور حول سلسلة من التدابير التي أثبتت أهميتها”.
وأوضح أن الاستراتيجية المغربية ترتكز على ثلاثة محاور تهم التكوين الملائم للأئمة بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات من أجل نشر القيم الأصيلة للإسلام الوسطي ومكافحة انتشار الأيديولوجيات المتطرفة، كما يتعلق الأمر، بتفكيك الخطاب المتطرف من خلال الإعلام السمعي البصري، وكذا شبكات التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت، أما العنصر الثالث فيتمثل، في منع ومكافحة انتشار التطرف العنيف في السجون وإعادة تأهيل وإدماج السجناء من خلال برنامج خاص يدعى “مصالحة”.
وأكد بوريطة أن المغرب، بصفته الرئيس المشارك للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب “ملتزم بشكل راسخ بمواصلة تطوير وبناء قدرات المجتمع المدني لتمكينه من التصدي لعودة (داعش) أو أي مجموعة أخرى تتقاسم نفس التصورات المتطرفة والعنيفة”.
وفي هذا السياق، أكد على أن الأولوية بالنسبة للمغرب تظل هي التنسيق الأفضل مع البرامج الأخرى المتعددة الأطراف من أجل تشجيع إعمال الممارسات الجيدة التي طورها المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب لمناهضة التهديدات المرتبطة بالإرهاب و التطرف العنيف.
و بعد أن سلط الضوء على الجهود التي أدت إلى ذحر تنظيم (داعش) في العراق وسوريا، حذر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي من أن تهديدات هذه المجموعات الجهادية لا تزال قائمة في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم بسبب المرونة التي يتمتع بها مقاتلوها ومناصروها الذين يقدر عددهم في مناطق النزاع بحوالي 20 ألف.
كما حذر من ظهور “نسخ” شبيهة لداعش، من خلال مجموعات موالية في أزيد من 25 دولة حول العالم، ينشط 12 منها في شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء، وكذا من القدرات المعززة للمجموعات الموالية بسبب لجوئهم الى تنويع مصادر دخلهم وإعادة نشر مقاتليهم.
وأوضح، في هذا السياق، أن تنظيم (داعش) تمكن من التخطيط لهجمات وتنفيذها في جميع أنحاء العالم، 286 منها في سنة 2017 لوحدها، بما في ذلك استخدام الإنترنت، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.