شطاري-بوجدور:
منذ تعيينه عاملا من طرف صاحب الجلالة على إقليم بوجدور، سعى “براهيم بنبراهيم” إلى إخراج إقليم التحدي كما سماه الملك الراحل “الحسن الثاني” من براثن المعاناة والتهميش إلى تبوئه مكانة تليق بساكنته وموقعه الجغرافي، رغم توالي عديد العمال على تسييره دون فائدة تعود على الساكنة بالذكر.
مقربون من عامل الإقليم، لم يخفوا حكمة الرجل وتكوينه ونظرته العميقة للأشياء منذ كان باشا على مدينة العيون، فقد سبق وأطلق أفكار مشاريع تنموية أينما حل وارتحل، كانت حديث القاصي والداني بالمدن التي سبق واشتغل بها.
ابن جهة كليميم وادنون، وقليل من يعلم ذلك، جعل يصول ويجول داخل أزقة إقليم بوجدور وشوارعه، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه نتيجة سنوات عجاف من سوء التدبير جعلت من الاقليم متذيلا لترتيب الأقاليم الصحراوية في معيار التنمية، رغم ما يزخر به من مؤهلات..
استطاع عامل الإقليم في وقت وجيز أن يحقق ما عجز عنه سابقوه، ببساطة لأنه يؤمن تمام الإيمان بأهمية البلاد التي عين بها والعباد الذين يعيشون فيها، فظل “مكتبه”مشرعا أمام الجميع دون استثناء، وآخذا مسافة واحدة من جميع الفرقاء السياسيين، وهو ما لم ينجح فيه غيره ممن توالوا على عمالة إقليم بوجدور.
وخلال هذه المدة ظل “بنبراهيم” ولا يزال يشتغل في صمت، حسب كل من يعمل معه، بعيدا عن أي مزايدات قد توقف عجلة التنمية التي بدأها، من تحويل المدينة إلى أنظف منطقة بالصحراء إن لم نقل المملكة برمتها، والإشراف على إعادة تهييء الفضاءات العمومية والإنارة، مرورا بكورنيش المدينة والوقوف على كل صغيرة وكبيرة فيه، إلى الوصول لجيب المواطن عن طريق تفعيل مشاريع صغرى عن طريق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وإطلاق مشروع “بوجدور مبادرة”، وأخرى عديدة سبق وتطرقنا لها في مجلتنا الالكترونية “شطاري”في ملف خاص.
عامل إقليم بوجدور لم يتوقف عند هذا الحد، بل جلب مستثمرين من مدن أخرى في جميع القطاعات حتى يوفر فرص شغل للشباب الذين أنهكتهم البطالة، ومد يد العون لمستثمرين محليين.
استطاع “بنبراهيم”إذن أن يضع إقليم بوجدور على السكة الصحيحة، في انتظار أن ترى باقي المشاريع الكبرى النور، في وقت يغرد فيه جل المنتخبين خارج السرب..