Www.intikhabat2016.org
يرى الإعلامي الصحراوي “سعيد زربيع” أن أي حديث عن الاستحقاقات الانتخابية بالصحراء، يستدعي بالضرورة الحديث عن خلفيات ودواعي المشاركة المكثفة لساكنة الأقاليم الصحراوية عند كل موعد انتخابات، والتي دائما ما تبصم على مشاركة متميزة مساهمة بذلك في رفع نسب المشاركة على الصعيد الوطني.
ويقول زريبيع لموقع “intikhabat2016.org” أن نسب المشاركة في الانتخابات عموما تختلف حسب كل منطقة وكل فئة عمرية، وإن كانت معظم الدراسات السياسية والسوسيواجتماعية تعلل المشاركة في الفعل الانتخابي من عدمه بالثقة في العملية الانتخابية، وكذا الدور المفصلي للأحزاب للعب دورها المحوري في تأطير المواطنين، وهي دراسات تبقى الأقاليم الصحراوية نشازا عنها في تفسير السلوك الانتخابي، وهنا يبرز المعطى القبلي على هرم الدوافع المحفزة للمشاركة في الانتخابات بجهات الصحراء الثلاث.
ويعتبر الإعلامي الصحراوي أن “القبيلة” تبقى محفزا أساسيا يحدد خيارات الإنسان الصحراوي و ولاءاته في مجتمع حديث الخروج من البداوة وترسباتها، على الرغم من تقهقر دوره وأهميته في السنوات الأخيرة، بعد بروز فئة مثقفة تحدد خياراتها بناءا على القناعات الحزبية والايديولوجية.
ويعتبر كذلك أن هنالك فئة عريضة من ساكنة الصحراء ترى في الاستحقاقات الانتخابية استفتاءا على انتمائها السياسي للمغرب، وتجديدا للثوابت الوطنية التي تحتل الوحدة الترابية أحد أعمدتها التي لا مناص من تكريسها والذود عن حماها، وفئة أخرى تدعوا إلى مقاطعة الانتخابات المغربية بحجة الانتماء إلى جبهة البوليساريو، وتتهم كل مشارك فيها بالخيانة، خصوصا عندما بدأت بعض الأحزاب تستقطب نشطاء يدينون بالولاء للجبهة خلال الاستحقاقات الجماعية الماضية، وهو الأمر الذي باتت تنظر إليه قيادة البوليساريو بنوع من الشك والريبة..
في ذات السياق، وبعيدا عن المعطى القبلي، يرى الصحافي المتخصص في قضايا شؤون الصحراء نجاح قلة من ممثلي بعض الأحزاب بأقاليم الصحراء في مد أذرعهم من خلال فروع تعبوية منتشرة على امتداد الصحراء، تعمل على تنظيم ندوات فكرية وأنشطة فنية وثقافية ومبادرات إنسانية..
وقد نجح ممثلو هذه الأحزاب -حسب زريبيع- في حصد مناصب عديدة، نتيجة لما بذلوه من أعمال طيلة السنة،ولعل عاصمة الأقاليم الصحراوية العيون أهم دليل على ذلك.
وفيما يخص التنافس على ثلاث مقاعد برلمانية عن دائرة العيون، يقول “زريبيع” أن الصراع الانتخابي بالعيون يعرف خليطا من مختلف القبائل الصحراوية، في مقدمتها الركيبات، حيث يعتبر أن الوافد الجديد حزب الأصالة والمعاصرة، يحاول أن يجد لنفسه موطئ قدم داخل الحياة السياسية الصحراوية بعد تزكية “محمد سالم الجماني”، وإن اختلفت وجهات النظر حول شخصه، في مواجهة مع ممثل حزب الاستقلال “مولاي حمدي ولد الرشيد” الرجل القوي بالصحراء، والذي يحظى بإجماع وتأييد كبيرين من الساكنة التي تعتبره الوحيد الذي استطاع وضع قطيعة مع سنوات مضت من إهمال وتهميش للمدينة التي باتت اليوم مناكفا حقيقيا لكبرى مدن الشمال المغربي، كل هذا قد يؤهله لحصد مقعدين برلمانيين كما دأب على ذلك منذ استحقاقات 2002، رغم أنه الوحيد بين المرشحين الذي سبق وأعلن أن عينه على ثلاثة مقاعد المخصصة للعيون، في مقابل طموح باقي المرشحين لنيل مقعد واحد.
من جهة ثانية يتنافس على ذات المقاعد ثلاث أقطاب من قبائل “تكنة”، “محمد بوتباع” عن حزب الحركة الشعبية و”براهيم الضعيف” عن العدالة والتنمية ورجل الأعمال الشهير “حسن الدرهم” عن الإتحاد الإشتراكي.
وفي ذات السياق يؤكد “سعيد زريبيع” على عدم جاهزية هؤلاء المرشحين لاستقطاب أنصار يوم الإقتراع، باستثناء “حسن الدرهم” الذي قد يحل ثالثا في حالة لم يستحوذ حزب الاستقلال على مقعدين كعادته.