د. محمد سالم بداد:
جملة يقال أنه طالما كررها جدي المجاهد بيبا ول ابراهيم ول بداد رحمة الله عليه، وذلك عقب فضائح جيش التحرير وانكشاف المستور من مؤمرات ودسائس ضد المنتسبين له من الصحراويين، ما زالت المنطقة تتجرع مرارتها إلى اليوم.
و من مظاهر تلك المؤمرات انتزاع أسلحة المقاوميين الشخصية ومنحها للغير على طابق من ذهب، من أجل خلق نخب جديدة مضادة لأهل السلاح الحقيقين.
لكن للعدة أشكال مختلفة، وللشمايت أيضا وجوه مختلفة.
فبعدما كانت العدة مرتبطة بالسلاح و “لمراكيب”، فُعِلَ ما فُعِلَ بسلاح المقاومين القادمين من الساقية والوادي، وباقي القصة المعروف للجميع.
لتبدأ الهجرة المضادة، فبدل أن يهاجر مجاهدوا الساقية والوادي إلى بلاد المسلمين أصبحوا يفرون إلى الأمان تحت حكم النصارى.
فكانت النتيجة حركات سياسية وعسكرية في الساقية الحمراء وواد الذهب، زادت المظلومين مكانة وحظوة من جديد، فظهروا في مؤسسات الإدارة الاسبانية برلمانا و مجلسا إقليميا وجماعة وأحزاب.
وعندما حاولت اسبانيا ان تضع العدة هي الاخرى “فيدين اشمايت” تأسست الحركة الطليعية ثم جبهة البوليساريو واستمر الصراع إلى اليوم.
بعد ذلك ارتبطت العَدَة بالبورجوازية المصطنعة والنخبة المدجنة فأحدثت هي الأخرى لنفس الغرض، لكن دون أن تنال هي الأخرى من شرعية من يمتلكونها، ولم ولن تمنح أداوات المشروعية لمن ليسوا أهلا لها.
كل هذا في عالم السياسة مقبول، لكن ما يثير غضبي وحفيظتي أكثر وأنا الحفيد الذي لم يعاصر جده، لأكرر الجملة ذاتها، هو ما يتم الاعتماد عليه اليوم لتحقيق نفس الهدف.
ويتجسد ذلك في خلق نخب اقتصادية وسياسية عن طريق المخدرات، وأن يُسخَر القلم والتدوين لدعم نفس النخب، أليس من المؤلم أن يوضع الجاه والمال والقلم فيدين الشمايت؟
نعم يا جدي اتلات العدة فيدين اشمايت، لكن ما لا تعلمه وانت الراقد في قبرك الطاهر أن العدة ليس هي “تساعياتك وخماسياتك ومراكيبك، و مصحفك وعلمك وفتواك.. ”
بل العدة هي المخدرات و “لحنوك المكرية” ولاقلام المأجورة.
لذلك لا عجب ولا ضير أن “تتلى العدة فيديهم لتسكن العلة فيهم”.