عمر ميارة-الصحراء توذوس:
كثر الحديث في مدينة السمارة، منذ فترة حول ما ستحمله المحطة الإنتخابية القادمة، وتعددت الآراء والقراءات والتحاليل كل من موقعه ورؤيته، التي تختلف حسب الموقع والتموقع ضمن خارطة التركيبة البشرية والحزبية الحالية بإقليم السمارة، وسأجانب مايروج وما جاء به حديث السواد الأعظم في الشارع السمراوي، لأتناول جانبا آخر لا يقل أهمية عن ما سبق ويجب الخوض فيه ونيل حيز من النقاش من وجهة نظري وبكل تواضع كأحد الغيورين على هذه المدينة العزيزة.
فالإهتمام أيضا بالمجال الثقافي، يجب أن يطرح نفسه بحكم الصفة العلمية والروحية التي نتباهى بها نحن أهل السمارة، في لقاءاتنا ونقاشتنا مع الفاعلين والمثقفين والمواطنين بباقي الجهات ومدن الصحراء، ولا بأس أن أستحضر هنا بعض المحطات المشرفة والمشرقة للسمارة، وسنوات خلت، حيث تعود بي الذاكرة لفترة أعتبرها ـ رفقة كثيرين يشاطرونني الرأي ـ حول العطاء والإبداع والإنتاج للسمارة في مختلف المجالات الأدبية والفنية والشعرية والثقافية.
وهذا في ظل المجالات والمواهب التي حققها وسيظل يحققها أبناء هذه الجماعة الترابية الغالية وبأقل الإمكانيات، إن لم نقل منعدمة في تلك الفترة قياسا مع ماهو متوفر اليوم ومايفترض أن يكون متاحا، لمن هم في حاجة إلى التشجيع والتحفيز وتحقيق التنمية الثقافية كانت أم فنية أو أدبية أو إعلامية داخل السمارة.
لذا فإن أي نموذج تنموي ( حديث الساعة) قادم ستعرفه السمارة، يجب أن ينصب ويركز على العنصر البشري المبدع والمنتج، أو بالأحرى تلك الطاقات التي تنتظر دورها في طابور التنمية، وتُمني النفس بأن لايطول بها الإنتظار القاتل في تصريف مواهبها وإستثمارها بما ينعكس على المجتمع المحلي والجهوي ويحقق الازدهار والتنمية.
ويأتي مقالنا هذا، في إطار التحذير ولفت الانتباه إلى مواهب السمارة الجبارة والهائلة، التي بات من ضروري أن تلقى العناية المناسبة، وتحظى بالإهتمام الكامل، في تصورات الهيئات المنتخبة، والجهات الوصية، والفاعلين المدنيين، وذلك للقطيعة مع الماضي وفتح صفحة جديدة، يحظى فيها الجانب الفني والثقافي بالإحترام والأهمية المطلوبة.
أنا متأكد بأن شباب مدينة السمارة، هو الأكثر غيرة على مدينته، التي لا يختلف إثنان، بأن حلولها التنموية تتجلى في إستثمار العنصر البشري، كركيزة أساسية من ركائز التنمية التي نسمع عنها في المدن الأخرى، ولا نلمسها في واقع مدينتنا العزيزة بذلك الحجم الذي نطمح إليه، ثم بضرورة الإنخراط الفعلي،كذلك، في خلق دينامية تنموية حقيقية تنبني على رؤية وإستراتيجية تعتمد إشراك الطاقات المحلية في وضع التصورات والبرامج والمشاريع الثقافية والفنية المستقبلية.
وذلك أملا منا بالمساهمة في الإقلاع بالسمارة ليس على مايدور ويناقش حاليا، وإنما في الإقلاع بها أيضا في ما يتعلق بالثقافة والفنون، وهذا لأجل، أن تكون كما كانت دوما الرائدة والسباقة والمنتجة بفضل سواعد أبنائها المثقفين والفنانين والأدباء والدكاترة المستعدين لو أتيحت لهم الفرصة للإسهام من موقعهم في تحقيق ما ننشده جميعا من تنمية وإزدهار وتطور.