شطاري-العيون:
شارك المخرج المغربي “أحمد بوشلكة” في الدورة السادسة من مهرجان العيون للفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، بفيلم “الناهة” الذي يحكي قصة شاعرة مولعة بالشعر والتراث الحساني. وأكد المخرج، في حوار أجرته معه بوابة المركز السينمائي المغربي على هامش المهرجان، أن الفيلم الوثائقي هو “معالجة خلاقة للواقع”، وأن العمل الوثائقي يجب أن يتوخى الصدق والحيادية ونقل الوقائع والأحاسيس بواقعية دونما تزييف أو تشويه.
وهذا نص الحوار كاملا:
تشارك في الدورة السادسة لمهرجان العيون للفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، بفيلم تحت عنوان “الناهة”، حدثنا قليلا عن هذا الفيلم؟
فيلم “الناهة”، هو فيلم عن شاعرة لديها ولع شديد بالتراث والثقافة الحسانية، واشتغلت لسنوات عديدة على تجميع الموروث الغنائي الحساني وحفظه من الضياع. ومن أجل ذلك انتقلت الشاعرة عبر مدن الصحراء المغربية، بحثا عن الأشوار القديمة التي لم تكن معروفة عند الأجيال الحالية. وعبر رحلة البحث هذه، تلتقي “الناهة” بشعراء ورواد وحفظة الشعر و”لغنى” وفنانين من مختلف الأجيال، وتسجل معهم لقاءات وحوارات وثقتها الكاميرا.
مدة الفيلم 52 دقيقة، وهو من إخراجي الشخصي، وسيناريو الزميل “الزهير مولود”، إضافة إلى فريق عمل اشتغل على إخراج هذا الفيلم إلى الوجود، والذي نتمنى أن ينال إعجاب جمهور الدورة السادسة من مهرجان العيون للفيلم الوثائقي.
في نظركم، ما هي مواصفات فيلم وثائقي جيد؟
أولا فالفيلم الوثائقي يجب أن يتميز بالواقعية، أي أن يصور الواقع كما هو، عكس الفيلم التخيلي، لذا فالفيلم الوثائقي يكون جيدا، حينما يعمل على نقل الصور والشخوص والأحاسيس والمشاعر الإنسانية، بكل صدق وحيادية، ويقدم الحقائق العلمية والتاريخية والسياسية… بواقعية وجدية بعيدا عن التزييف والتشويه.
كما أن الفيلم الوثائقي الجيد في نظري، هو الذي يحرص من خلاله المخرج، على أن لا يعطي حكما حول موضوع الفيلم، ويكتفي بنقل الوقائع والأحداث والشهادات دون أن يتدخل في بناء الحكم، ويترك هذا الأخير للجمهور. إن الفيلم الوثائقي بكل اختصار هو “المعالجة الخلاقة للواقع”.
ما هي طريقتك في التحضير لفيلم وثائقي بدء بالفكرة وصول إلى المنتج النهائي؟
إن الفيلم الوثائقي هو نتاج عمل فريق متكامل، فبعد اختيار الفكرة أو الموضوع الذي سيتناوله الفيلم، يعمل الفريق على تطوير هذه الأفكار عبر البحث والتحقيق وجمع المعلومات والشهادات والخرائط…من أجل صياغة سيناريو، ثم بعدها صياغة مخطط للإنتاج، ليبدأ بعدها التصوير، لتأتي مرحلة المونتاج، حيث يتم اختيار اللقطات وكل المضامين السمعية البصرية التي يمكن أن تخدم فكرة الوثائقي. وأشير هنا، إلى أن كل هذه العمليات والمراحل، من الفكرة الأولية إلى الصيغة النهائية، يشرف عليها المخرج شخصيا، والذي يكون حاضرا في كل مرحلة من مرحلة إنتاج الفيلم الوثائقي.
انطلاقا من تجربتكم المهنية في المجال صناعة السينمائي، كيف ترى مستقبل هذا الإنتاج السينمائي في أقاليمنا الجنوبية؟
نحن الآن في مرحلة التأسيس لإنتاج سينمائي مغربي صحراوي خالص، وأنا شخصيا، أستبشر خيرا بمستقبل الإنتاج السينمائي في أقاليمنا الجنوبية، نظرا لوجود طاقات شابة تضع على عاتقها النهوض بهذا الإنتاج. غير أنه لابد لنا، من الاستثمار أكثر في التكوين السينمائي، عبر معاهد متخصصة بمعايير وطنية ودولية، توفر موارد بشرية مؤهلة من تقنيين وممثلين وأطر، ومن تم تشكيل بنية وثقافة سينمائيتين تستوعبان الإنتاجات الوطنية في هذا المجال.