متابعة:
لا يزال الصندوق السيادي النرويجي يطرح مسألة السيادة على الصحراء، فبعد أن كان قد أعلن الانسحاب من الشركة الأيرلندية “ليون إنرجي” بسبب أنشطتها في التنقيب عن النفط بأقاليم الصحراء، جاء الدور على شركة بريطانية وأخرى أمريكية؛ وقد اتخذ القرار خلال هذا الأسبوع.
وأرجع الصندوق قرار الانسحاب إلى ما اعتبره خرقا لمعايير الأخلاقيات لدى الشركة البريطانية “كيرن إنرجي” والأمريكية “كوسموس إنرجي”، بسبب نشاطهما في الأقاليم الصحراوية، في وقت يساهم فيه الصندوق النرويجي بما نسبته 0.8 في المائة من استثمارات “كوسموس” التي يوجد مقرها في دالاس الأمريكية، وتتمتع بتراخيص التنقيب في عدد من البلدان الإفريقية.
وفيما تنقب كل من “كيرن” و”كوسموس” على “الذهب الأسود” بسواحل الأقاليم الصحراوية، تعمل المجموعتان على الحصول على تراخيص أخرى للتنقيب في كل من السنغال وموريتانيا. وتساهم “كيرن” بنسبة 20 في المائة في مشروع للتنقيب في الصحراء تديره أيضا الشركة الأمريكية، لكن هذا المشروع توقف خلال السنتين الماضيتين بعد عمليات حفر آبار وتنقيب غير ناجحة سنة 2014.
وكشفت جريدة “فاينانشل تايمز” الأمريكية أن الشركتين انضمتا، بعد هذا القرار، إلى أكثر من 110 شركات عبر العالم قام الصندوق النرويجي بسحب استثماراته منها، بما في ذلك شركات تعمل في مجال إنتاج التبغ والأسلحة النووية والفحم، كما أن الصندوق اتخذ قرار الانسحاب من شركات “وول مارت” و”ريو تينتو” وكذا “ZTE”، لما اعتبرها انتهاكات محددة.
واعتبر مجلس الأخلاقيات أن “مسألة استغلال الثروات لا يمكن أن تتم في مثل هذه المناطق إلا تبعا لمصالح السكان المحليين”، فيما أكد أن الشركتين “قامتا بالتفاوض فقط مع المغرب”، في إشارة إلى عدم تفاوضهما حول هذه المسألة مع جبهة البوليساريو.
وجاء قرار الانسحاب بناء على توصية صادرة من مجلس مستقل للأخلاقيات تابع للصندوق السيادي النرويجي يتكون من خمسة أعضاء تعينهم وزارة المالية، فيما عبّرت شركة “كيرن” عن خيبة أملها جراء هذا القرار، مشددة على أنها كانت تعمل وفق القانون الدولي، وأن عددا من قرارات الأمم المتحدة تعطي الضوء للاستثمار في الصحراء.
بدورها أكدت شركة “كوسموس” أنها تختلف بشكل مطلق مع تقييم مجلس الأخلاقيات التابع للصندوق لأنشطة الشركة في الصحراء، مضيفة أنها قضت وقتا طويلا من أجل فهم وجهات نظر سكان المنطقة الذين يبحثون، وفق تعبير الشركة الأمريكية، عن فرص اقتصادية تمكن من الرفع من الاستثمار الأجنبي.