علي الباه:
انتشر خبر استيراد المغرب لأطنان من نفايات الطليان، انتشار النار في الهشيم، بين معارض لأن تصبح المملكة فضاء للتخلص من فضلات الأروبيين الطليان، وبين مرحب باستثمار هذه الفضلات النافعة بإعادة تحويلها لما فيه مصلحة البلاد والعباد، وهو الخطاب الذي زكته وزارة الداخلية.
مدن الصحراء التي بدأت تعيش في السنوات الأخيرة طفرة تنموية نوعية، بعيدا عن خطاب جبهة البوليساريو التي ترى في كل ذلك حقا من حقوق الصحراويين مفروضا على المغرب بتوظيف شعار خيرات الصحراء كفيلة بتشغيل أبنائها وتوفير ظروف العيش الكريم لهم، يخرج نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي في تعليقاتهم ككل مرة حول نصيب الصحراء من نفايات الطليان سواء كانت مافعة أم ضارة.
تدوينات كثيرة سخرت من الموضوع، واعتبرت أن فضاء الصحراء القاحل الممتد من وادنون شمالا إلى وادي الذهب جنوبا، قد يصلح لأن يكون مطرحا مناسبا لنفايات إيطاليا، ما دام الأمر قد يضر صحة المواطنين شمالا، فالصحراويون -حسبهم- ألفوا منذ فترات طويلة مثل هذه البعثات سواء تعلق الأمر بالبشر أو الحجر أو حتى النفايات.
في الاتجاه المقابل، نجد آخرين يدافعون بكل استماتة عن مبادرة استيراد النفايات، معللين ذلك بأن عددا من الدول الاسكندنافية تطالب في كل حين باستيراد نفايات الدول الأروبية، التي تحولها فيما بعد إلى طاقات متجددة تستفيد منها الدول في مجالات عديدة.
أنصار وجهة النظر الثانية من الصحراويين يمنون النفس باستفادة مدن الصحراء من نفايات الطليان، وتحويلها لما يخدم الصالح العام، وهو ما يظل محل سخرية من معتنقي المذهب الأول.
ويأتي توقيت استيراد المغرب لأطنان من نفايات إيطاليا في وقت أعلنت فيه حكومة “بنكيران”، تخليها بشكل نهائي عن ترويج أكياس البلاستيك داخل الأسواق المغربية، وهو الإجراء أيضا الذي لم يتقبله الشارع المغربي.
