ليلى الموساوي:
تماشيا والأخبار المتداولة على نطاق واسع حول قرب عودة العلاقات الدبلوماسية المغربية الموريتانية لحالتها الطبيعية، عبر عملية تبادل السفراء في القريب العاجل، كأحد مخرجات الرسالة الملكية المبعوثة للرئيس الموريتاني محمد عبد العزيز، ولقاء رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، ترى الأوساط المحلية بالصحراء أن من بين مجموعة الشروط الواجب توفرها في السفير الجديد هو الأصل الصحراوي، إذ تعتبر ذلك ضرورة ملحة باعتبار تقاسمه لنفس العادات واللهجة والتقاليد، إضافة إلى الإمتداد القبلي الجلي بين الصحراء وموريتانيا، الشيء الذي قد يسهل حتميا التقارب بين المغرب وموريتانيا وبناء مرحلة علاقات جديدة كفيلة بترجمة رؤية المصلحة المشتركة للبلدين، وتأمين قناة تواصل سمتها النجاعة بانسيابية.
نفس الرأي العام يتداول على نطاق واسع منذ يوم أمس أسماء عدة بإمكانها لعب أدوار مهمة وقيادة دفة الدبلوماسية المغربية بانواكشوط، خصوصا وأن أسماء مخضرمة لعبت فيما سبقت أدوارا مهمة بالسياسة الخارجية، وتقلدت حسبه مناصب وزارية وحزبية جعلت منهم أرقاما صعبة للمعادلة السياسة بالمشهد المغربي.
كما تعقب ذات الأوساط أن تسمية الإسم الصحراوي على هرم السفارة المغربية سيقطع الطريق أمام أي محاولة للتشويش على علاقات البلدين، إلى جانب الحمولة والمدلول السياسي الكبير لاعتماد قرار التسمية الذي سيكون تاريخيا، وإن علمنا أن الدبلوماسية المغربية واجهت عديد الصعاب على الصعيد الدولي في ما يخص ملف الصحراء في عهد وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، والتي غيبت قسرا المثل القائل “أهل مكة أدرى بشعابها”.
يبقى التساؤل الوحيد هو هل بالفعل ستقبل موريتانيا اسما صحراويا كسفير مغربي معتمد بالعاصمة نواكشوط ؟ أم ستعترض ؟ في هذه الحالة هناك خطب ما.
