um6p
سيدي الوالي المحترم “بوشعاب”، ألا تستحيي من منع أحد كبار شيوخنا وموثقي تاريخنا من توقيع كتابه، أليست “الصحراء الغربية” مصطلحا جغرافيا قبل الأمم المتحدة، أم أنك تخشى ما تخشاه؟؟

سيدي الوالي المحترم “بوشعاب”، ألا تستحيي من منع أحد كبار شيوخنا وموثقي تاريخنا من توقيع كتابه، أليست “الصحراء الغربية” مصطلحا جغرافيا قبل الأمم المتحدة، أم أنك تخشى ما تخشاه؟؟

شطاري "خاص"30 يناير 2017آخر تحديث : الإثنين 30 يناير 2017 - 8:26 مساءً

محمد صالح الركيبي:

قبل أيام حاول المؤرخ الصحراوي “بشر ولد حيدار” تنظيم حفل لتوقيع مؤلفه الجديد “تاريخ الصحراء الغربية وقبائلها العربية” في أكثر من مكان بمدينة العيون، إلا أنه جوبه بأبواب موصدة في وجهه، رفع أصحابها علامة “لا” في أن يناقش المؤلف وتبدى حوله وجهات النظر مختلفة معه كانت أو مؤيدة..

وقد لا يهمنا هنا فحوى الكتاب، على الرغم من أن عنوانه يبدو مثيرا إلى أبعد الحدود، خصوصا وأن صاحبه أحد رجالات الصحراء وشيوخها، و واحد أيضا ممن يتولى منصبا مهما داخل وزارة الداخلية المغربية وإن كان دوره رمزيا من خلال ما يقوم به اليوم، إلا أن تاريخ الرجل يشفع له لتولي أكثر من ذلك، وهو الذي أخذت السنون تنهش من عمره أطاله الله وحفظه..

لكن دعونا نتوجه لوالينا المحترم  بأن يجيبنا عن دوافع وأسباب منعه تنظيم حفل لتوقيع كتاب “ولد حيدار” وأن يقنعنا بذلك ولو باختصار شديد، دون التبجح بوجود مصطلح “الصحراء الغربية” ضمن عنوانه، علما بأن صاحبه سبق وحصل على ترخيص نشره، ما يعني أنه خال من شوائب الوالي التي تحدث عنها، بل وقد نتجاوز ذلك إلى الحديث حول تساوي الرجلين -إن صح ذلك- لدى الإدارة المغربية، أليس الأول واليا والثاني كاتبا عاما داخل منظومة واحدة اسمها “وزارة الداخلية”؟

يعني لماذا يصر الأول على أن يتقوى على الثاني؟

لماذا يصر على تهميش كل مبادرة ذات روح وطنية بعيدة كل البعد عن حاشيته والمطبلين له؟

لقد منعنا السيد الوالي المحترم من خلق نقاش حقيقي بناء وهادف حول مضامين الكتاب الذي أتى به “ولد حيدار”، والأكيد أنه جمعه (بالشدة على الميم) ومحصه بعد سنوات من البحث المضني حول تاريخ هذه الأرض التي تكالب عليها شتى أنواع المستعمرين..

كان على السيد الوالي أن يتركنا نحن كرأي عام أن نقرر موقفنا من الكتاب، ومدى قابليتنا له من عدمها، لا أن يعدم رغبة شيخ وقور في الاحتفاء بمؤلفه بين أهله وذويه، مهما كان متاحا لنا بعدها بالمكتبات، فليبعث إذن زبانيته لاقتناء كل النسخ منها، وليحرقوها وليمزقوها  و”لينتفوها” لكن الأكيد أنهم لن يستطيعوا محو تاريخ أهل الصحراء وبطولاتهم من ذاكرة كل صغير وكبير بيننا.

حدثني أحد الأصدقاء قبل أيام أن شابا من “آل حيدار”  أقض مضجع السيد الوالي، بأن نشر عبر صفحته الفيسبوكية عديد الاختلالات التي يتورط فيها من ترام على مساحات شاسعة واسعة من أرض العيون، مستعملا في ذلك مستثمرين وهميين لتحقيق ذلك، وأنه قد يعود سبب المنع انتقاما من حقائق الشاب “ولد حيدار” أيضا التي دأب على نشر غسيلها للعلن، لكنني لم أستصغ ذلك، واعتبرت أن ما حدثني به صديقي عذر أقبح من زلة إن كان كذلك، وهو الأمر الذي لا زلت أستبعده، ليقيني فقط أن غالبية الولاة الذين توالوا على جهة العيون لم يتركوا شبرا واحدا من أرضها ليتخذه مساكين هذه الأرض مساكنا لهم، بل وحتى أراضي المقابر لم تسلم من شجعهم وطمعهم، وكأنهم سيحملون معهم كل هذا إلى ذلك الشبر الذي ينتظرنا جميعا تحت الأرض إلى يوم العرض.

من هنا نطالب السيد الوالي المحترم أن يبرر لنا فعلته الشنعاء هذه، وأن يقنعنا  بألا أسباب عنصرية دون ذلك، وهو الذي قدم ليكون واليا يخدم مواطني المدينة على قدر المساواة، لا أن يمن على البعض ببركات الدولة ويقصي كثيرين لاعتبارات قبلية مقيتة..

ولا أريد أن أذكرك سيدي الوالي بماضيك السياسي المشرف بمكتب الجبهة في فرنسا، على الأقل اليوم..وإن غدا لناظره لقريب..

رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

شطاري "خاص"