محمد بنصالح:
انتشرت مؤخرا على نطاق واسع صورة للملك “محمد السادس” بعد خطابه التاريخي في قمة “أديس أبابا” يوم أمس بعد الإعلان الرسمي عن استرجاع المغرب لمقعده داخل الاتحاد الافريقي، وكأنه يذرف الدموع فرحا بهذا الإنجاز الذي أعاد المملكة المغربية قوية من جديد إلى الواجهة الافريقية ومتزعمة لها لم لا.
وتفاعل كل المغاربة داخليا وخارجيا مع ما اعتبروه مشاعرا جياشة لصاحب الجلالة، الإنسان قبل السلطان..
مقربون من البلاط الملكي اكدوا وإن بطرق غير مباشرة أن الأمر لا يتعلق بدموع ذرفها صاحب الجلالة، بعد انعكاس الضوء على وجنتيه الكريمتين، ما جعل منظره أكثر خشوعا ووقارا، وانسيابية كبحر من الانسانية، وهي ذات الصورة التي حركت عواطف جميع المغاربة، وليس بغريب عليه تعاطفه معه رعيته، فبالأحرى تحقيق إنجازه العظيم هذا في ظرف ثلاثة أشهر فقط من التخطيط والتنظير والتعب ليحقق للمغاربة رغبتهم الملحة بألا يبقى المغرب مغردا خارج السرب لوحده حتى لا تنهشه الغراب..
الذين رأوا دموع الملك بقمة أديس أبابا، هم ذاتهم الذين رأوا الراحل “محمد الخامس” مساء وفاته في القمر، وقد يعجز كثيرون عن فهم هذا الشعور الذي يكنه المغاربة لسلاطينهم، بل قد يؤول على أنه ضرب من الجنون وماهو بذلك.
إن إحساس المغاربة وفخرهم باستعادة مقعدهم بالإتحاد الافريقي، ودموع الانتصار الذي ذرفوها فرحا بهذا الإنجاز هي ذات الدموع التي راوها على خدي صاحب الجلالة، وإن كان انعكاس الضوء هو سبب ذلك، فالأكيد أن مشاعر الحب متبادلة بين الطرفين، مهما كان الأمر مفرحا او محزنا..
لقد عودنا صاحب الجلالة على صولاته وجولاته الداخلية والخارجية دون كلل ولا ملل، من أجل أن يضع بلادنا في مصاف الدول المتقدمة والتي يضرب لها ألف حساب، وهو ما جعل مواطني هذه البلاد تكن له كل التقدير والإحترام، وترفع له القبعة عاليا على مجهواته حتى وهو في أحلك الظروف الصحية..