ليلى الموساوي:
النماذج التي يحتذى بها في السياسة قليلة جدا، إن لم نقل قاب قوسين أو أدنى من الإنعدام، ولعل واحدا من ذلك هو الآنسة “مباركة صفا” النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة بجهة كليميم التي تخلت طواعية عن تعويض البرلمان المادي خلال مدة عطالته، ورفضته بحجة ألا أحقية لها فيه شأنها شأن باقي نواب الحزب.
لكن “مباركة” غيرهم جميعا، فهي المنتمية لعائلة فقيرة بالكاد توفر قوت عيشها اليومي، فرمت بشهواتها بعيدا عن معترك الحاجة، لا لشيء سوى لأنها تجسد بذلك مثالا حقيقيا وصريحا للدور المنوط بالنائب البرلماني الذي منحه الضعاف أصواتهم ليوصل معاناتهم إلى مراكز اتخاذ القرار، لا أن يجعلهم مطية لإشباع غرائزه ونزواته الشخصية.
“مباركة” اليوم، تعكس مثالا واضحا أنه لا يزال في هذه البلاد شرفاء، لا يقبلون غير حقهم وتعبهم فقط، وأن خدمة المواطن والسهر على إبلاغ مبتغاه هو الهدف الأسمى الذي وجب على كل واحد أتيحت له تلك الفرصة أن يوصله إلى بر الأمان أو أن ينسحب..
هكذا قال المقربون من النائبة “مباركة صفا”، ومثل هؤلاء من نحن في أمس الحاجة إلى تواجدهم اليومي بين ظهرانينا.
