محمد صالح الركيبي:
استمرارا لسلسلة الحلقات التي ستنشرها “شطاري” تباعا، والمتعلقة برجال أثبتوا فشلهم في إدارة محيط الرجل القوي بالصحراء ورئيس بلدية العيون والنائب البرلماني عنها “حمدي ولد الرشيد”، والذين لم تكن تهمهم سوى مصالحهم الضيقة، ضاربين عرض الحائط آمال المواطنين وتطلعاتهم التي وضعوها في الرجل، وبعد النجاح الكبير والانتشار الواسع الذي لاقته الحلقة الأولى من هذه السلسلة والتي تحدثت عن المستشار “المنشار” محمد سالم بنمسعود وكيف فصلنا في خدعه وأكاذيبه المضللة للإقتراب من محيط ولد الرشيد والعبث في مستحقات عديد المواطنين، نلتقي هذه المرة مع وجه آخر لا يقل خبثا عن سابقه، وهو “بيبا عبان” الذي تحول بقدرة قادر من “تريسيان” إلى أحد كبار رجال الأعمال بالعيون، والسبب بطبيعة الحال الثقة الكبيرة التي وضعها فيه ولد الرشيد، قبل أن يخونها، بخيانته قبلها ثقة أهله.
لقد أوهم “عبان” ولد الرشيد بأنه لسان حال قبيلة بأكملها بالعيون، وأن له تأثيرا على كل فرد من أفرادها من صغيرهم إلى كبيرهم، حيث دعا في تاريخ ماض لاجتماع أطر وكفاءات قبيلته على أساس أنهم من أبناء مدينة العيون قبل أن يتضح بعدها أنه استقدمهم من مدن أخرى وألا علاقة تربطهم بذات المدينة على الأقل “انتخابيا”، فجعل يخطط من بنيات أفكاره ويحلل، ما جعل ولد الرشيد يثق حقيقة فيما يرى ويسمع، خصوصا وأن الرجل حينها كان في أمس الحاجة إلى أطر صحراوية يعتمد عليها في كل صغيرة وكبيرة، لأننا نعلم جميعا أن السياسي المحنك لا يخطط لوحده وإنما يشرك ويستشير كل من حوله حتى تتضح الرؤيا أكثر لقرارات مصيرية سياسية كانت أو غيرها..
عاد القادمون إلى ديارهم، وبقي “عبان” وحده وخلفه السراب يصول ويجول بين الميزانيات والمساعدات المقدمة لذويه دون أن يصلهم شيء، تحول “التريسيان” الذي استقدمه أحد أخواله إلى المدينة لينفض عنه غبار العطالة إلى منظر بائس ينهش صباح مساء في معاناة قبيلة عريضة من قبائل الصحراء، فلم يكتفي بتمويه ولد الرشيد وحده، بل قلب الطاولة أيضا على خاله الذي انتشله من فقر مدقع، وعوض أن يقبل اليد التي مدت إليه وقت الشدة، قطعها وقطع معها رحمه، فكان أول المعادين لخاله بين ذويه يسبه ويشتمه ويلعنه نظير دريهمات زادت على عقليته المريضة.
لم يتوقف هلع “عبان” ها هنا، بل أصر أن تمر بين يديه كل مبادرات “استفادة” قبيلته، وهو ما نجح في تحقيقه بتفكير خبيث، لم يوصل لأحد شيئا، سوى أنه استمر في مسلسل جمع الاموال والمتاجرة بالمساعدات قبل أن تثبت الانتخابات الأخيرة ألا قاعدة انتخابية له بمعلبه شرقي مدينة العيون..
لقد تبينت لولد الرشيد بعد فوات الأوان خدعة “عبان” وأكاذيبه، وأن الشعارات التي لطالما رفعها أمامه ووعوده الانتخابية ماهي إلا سراب ووهم كوهم “بنمسعود”..
فهل يستفيق “حمدي ولد الرشيد”، ويبعد عن محيطه هؤلاء الحشم “اللي ما يحشموا”؟