النانة لبات الرشيد:
كان حتف الإمعة عيشة رحال من قادها للمصيدة الأخيرة ، فبعد أَن رضيت أن تكون جنسا هجينا ، أرغمت من طرف مخزنها مواجهة أكثر الدبلوماسيين الصحراويين حنكة و تمرس .
لست مع الرأي القائل بضرورة اعتذار السفير أبي بشرايا عن اللقاء و قد تبين له أَن مجادلته إمعة هجينة لا صحراوية و لا مغربية ، بل أؤكد على ضرورة استغلالنا كل المنابر المتاحة ، فنحن الحق ،و الباطل أمامنا مصيره الزهق مهما كان لونه أو زيه .
السفير أبي بشرايا ، مفوه ، مثقف ضليع ، نهل من علم جامعات دمشق فالسربون ، خريج مدرسة النضال و الكفاح ، مدرسة الشعب الصحراوي المقاوم ، لا يعجزه أو يخجله أن يدافع بلسانه الفصيح و قلمه البارع و دبلوماسيته الراقية عن قضية شعبه العادلة ، بينما كان على كبش الفداء المخزني ، و قربان العمالة و الخيانة الحذر من مواجهة رجل محنك ، بكاريزما طاغية مثل أبي ، لأنها نهايتها و هي المنتهية الصلاحية منذ اختارت أن تكون الحدأة التي قلدت الغراب .
لقاء الأمس على قناة فرانس 24 ، لم يحطم السفير أبي بشرايا من خلاله دعاية ومغالطة الإحتلال المغربي حول انضمامه للإتحاد الافريقي و موضوع الگرگرات فحسب، بل حطم الى غير رجعة وثنا بغيضا شيدته المخابرات المغربية من نفوس العملاء الصحراويين المريضة ، فلطالما صور المخزن القضية الصحراوية على أنها صراع بين من يسميهم وحدويين و انفصاليين ، محاولة فاشلة لسلب الشرعية من قضيتنا العادلة ، لكن تلك الدسيسة ذابت الى الأبد في بحر الفكر و النباهة و العدالة لدى السفير أبي بشرايا ، إذ أغرق البيدق عيشة و مكن القاع سخافاتها .
الحقيقة الساطعة كالشمس هي وجود صراع صحراوي مغربي ، و ليس هناك مطلقا طرف ثالث يطلق عليه المخزن عتها و تضليلا ” صحراويين مغاربة ” ، فهذا النوع يشبه تماما في اختلاله المخنثين المنبوذين ، و علينا مواجهة أسوياء المغرب كما مرضاه.
يصور المخزن بتقديمه ” المختثين فكريا” كعيشة رحال وجود صحراويين اختاروا المغرب نظاما و موطنا ، بينما يقع بهذا في عمق الحق الذي يتنكر له بباطله دون خجل ، فالحق هنا هو تقرير المصير بكل حرية ، فمتى قرر الصحراويون مصيرهم حتى يزج المغرب بحثالاته في أتون صراعنا معه؟
بالأمس هشَّم السفير أبي بشرايا بفأس الحقيقة و نصاعة النضال الصحراوي صنم من أصنام العمالة و الحقارة ، وما أظنها الا عائدة لمصحتها العقلية مجددا و قد ظن المخزن شفاءها ، و ما أظنها إلا مكررة محاولة الإنتحار السابقة ، و أشرف لها الإنتحار .