منير الكتاوي-أنفاس بريس:
في الحوار المطول، الذي سينشر في العدد المقبل من أسبوعية “الوطن الآن”، يشرح مصطفى عبد الدايم، الكاتب والمعتقل الصحراوي السابق، المنحدر من إقليم أسا، قيادة البوليساريو، ويفكك بنياتها القبلية والتاريخية والقتالية وأيضا المدنية، معتبرا أنها نموذج للفساد المستشري.. وتجد شهادة عبد الدايم موضوعيتها في أنه كان من السباقين لزيارة المخيمات والوقوف على حقيقة الأوضاع.. مشيرا إلى أن ما يعيشه هو اختيار واع لتأسيس عبر النقد، لمراجعة فكرية قادرة على تخليص الصحراويين من الإذعان لتوجه ديكتاتوري عسكري تمثله الجبهة.. فيما يلي أقوى لحظات الحوار:
– الخطير في الأمر ليس هذه الاعتداءات المرفوضة في حد ذاتها، ولكن وهو ما أؤكد أنه لعب بالنار أن يكون توالي هذه الاعتداءات من “مناضلي البوليساريو” على صحراوين آخرين يؤيدون الحل المغربي لقضية الصحراء، يتم بتوجيه وتشجيع وتحريض من قيادة البوليساريو هدفها من ذلك (أي قيادة البوليساريو) خلق أجواء من التوتر بين الصحراويين قد تقود إلى تبادل العنف فيما بينهم، وإن كانت نتائجه دموية..
– في مخيمات اللاجئين بتندوف أتيحت لي فرص الاصطدام المباشر مع تمكن الشرعية القبلية في كل مناحي الحياة هناك، واستمرار القبيلة في فرض سيطرتها وحلولها القوي كمؤسسات لـ “دولة البوليساريو”، وبفضل هذه الشرعية القبلية ساد الفساد، وتسيد المفسدون وبشر علانية بمستقبل يحكمه العسكر.
– كغيري من الصحراويين، انبهرت بتجربة كنّا نعتقد فيها خلاصا من الرجعية وفرصة نحو التقدم وبناء الإنسان التقدمي المتحرر، قبل أن نكتشف أننا بصدد تكرار تجارب للديكتاتوريات العربية العسكرية التي حاول الربيع العربي القطع معها.
– أموال ما يسمى في أدبيات البوليساريو “تأجيج الانتفاضة” يأتي من المخيمات بالدولار.. وهناك مشاريع كبرى، عقارات وتجارة بالمغرب يستفيد من عائداتها شخصيات ومسؤولين في التنظيم السياسي وفي حكومة البوليساريو..
– سارعت الدول الأجنبية إلى تبني “بطل”، غالبا ما أسهم المغرب عن قصد أو عن خطأ في بروزه الإعلامي، وشجعت البوليساريو على تداوله وفق حساباتها السياسية ومنطقها القبلي..
– البوليساريو تتخوف من تحول قادتها داخل الصحراء إلى رموز “وطنية” قادرة على التفاوض والقبول بتسويات أخرى، لهذا لجأت قيادة البوليساريو إلى تعويم وتمييع النشاط الحقوقي، ووزعت هذا اللقب على كل من هب ودب بمن فيهم ذوي السوابق العدلية والبدنية والعاهرات وغيرهم..
(ترقبوا الحوار الكامل ضمن العدد المقبل لأسبوعية “الوطن الآن”، ليوم الخميس 2 مارس 2017)