علي الباه:
بعدما طالت أزمة المعبر الحدودي “الكركرات”، واتجهت إلى طريق اللاعودة بعد التصعيد الأخير للبوليساريو الذي قضى بمنع مرور شاحنات السلع المغربية من المعبر، تدخل العاهل المغربي “محمد السادس” شخصيا لوضع حد لهذا المشكل بعد اتصال هاتفي بالأمين العام الجديد للأمم المتحدة “انطونيو غوتيريس”.
وخلال ساعات أعطى الملك “محمد السادس” أوامره لمسؤولي الدرك بانسحاب عناصرهم من منطقة الكركرات والعودة إلى مكانهم الطبيعي خلف الجدار الرملي، وهو المعطى الذي أبان عن حسن نوايا المغرب في التراجع عن مزيد من التصعيد، ما عجل بالأمين العام للأمم المتحدة إلى التواصل مع قيادة الجبهة لتحذو حذو المغرب ووضع نقطة نهاية لمشكل المعبر، على الأقل في الوقت الراهن.
مصادر متطابقة أكدت أن جبهة البوليساريو ستستغل مبادرة “غوتيريس” وتراجع المغرب في الضغط على الأمم المتحدة لإعادة تحريك المياه الراكدة في مستقبل أفراد بعثة المينورسو الذين طردهم المغرب بعد التصريحات الشهيرة “لبان كي كون” والتي وصف من خلالها المغرب ب”المحتل للصحراء الغربية”.
مراقبون يؤكدون أن جبهة البوليساريو ستنجح في ذلك، سيما وأن المغرب أبدى حسن نواياه في التعامل مع أزمة الكركرات الراهنة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحاسبوا “غيتيريس” بما فعله “بان كي مون”، حيث من المحتمل أن يفتح المغرب صفحة جديدة في التعامل مع النزاع بقدوم الأمين العام الجديد، إذا ما حاول الأخير التوافق بين الطرفين وعدم الإنحيار لأي منهما على حساب الآخر.
ذات المراقبين، يرون أن أمام عساكر الجبهة المرابطين بمنطقة الكركرات ساعات فقط لإخلاء المكان، والسماح بعودة حركية وسائل النقل المغربية، ما دام الأمر يتعلق بالتفاعل مع أول قرار أو طلب للأمين العام الجديد للأمم المتحدة، حيث ستحاول جبهة البوليساريو أيضا أن تبرز حسن نواياها لطي صفحة من صفحات الصراع مع المغرب.