لكم-المساء:
في مبادرة غير مسبوقة، وجه القيادي الصحراوي في حزب الأصالة والمعاصرة، محمد الشيخ بيد الله، رسالة مباشرة إلى قيادة جبهة البوليساريو خاصة جيل السبعينيات الذي درس بجامعة الرباط.
بيد الله الذي كان يسرد سيرته الحياتية فوق كرسي الاعتراف الذي تنشره جريدة “المساء” خاطب قيادات الجيل الأول خاصة محمد سالم ولد السالك بولسان وماء العينين ولد سيداتي قائلا: ” أريد أن أقول للإخوة إن الصحراء لم تعد كما كانت، وأرجو أن لا تحجب عنكم الحقائق في عصر الصورة والإنترنت.. يكفي فقط أن تنظروا بموضوعية وبعقلانية أيضا”.
أيها الأخوة، يضيف بيد الله الذي كان واحدا من مؤسسي النواة الأولى للطلبة الصحراويين بالرباط” لقد أصبحت أبواب الأقاليم الصحراوية مفتوحة على مصراعيها وأصبحت المواصلات متاحة بعدما كانت محظورة بما فيها الرسائل والمكالمات الهاتفية التي كانت تؤدي إلى ما يحمد عقباه..و أذكركم حينما كان مجرد الاستماع إلى إذاعة البوليساريو أو التواصل هاتفيا مع المخيمات أو الرسائل يؤدي إلى متاهات يعرفها سكان الأقاليم جيدا…هذا الوضع ولى واندثر. ولذلك أعتبر أن المصالحة أصبحت ضرورية والمصالحة وحدها بنية صادقة وبعزيمة الشجعان يمكن أن تؤدي بنا إلى فتح آفاق واعدة أمام الأجيال الحالية وأمام أحفادنا”.
وواصل محمد الشيخ بيد الله الذي يشغل أخوه إبراهيم بيد الله منصبا قياديا في البوليساريو رسالته المفتوحة: أول ما سنربحه جميعا هو جمع شمل عائلاتنا التي تمزقت وتشظت لعقود، ولكم أن تتصوروا أيها الإخوة، ما معنى أن تبقى مشردا بلا وطن طوال عقود، معلقا لا تعرف ما الذي سيحدث، وسيلي ذلك جمع شمل دول المغرب الكبير بدوله الخمس ومن نافلة القول التأكيد على أن الأمر يتطلب تضحيات كبيرة لاسيما العاطفية وكبح جماح بعض الطموحات الجامحة مضيفا في نفس السياق ” أقول لجيل السبعينيات، ولجماعة الرباط تحديدا، إن التشدد في هذا المنعطف التاريخي الحاد لن يؤدي إلا لبناء حلبات للملاكمة وما فائدة الحلبات في عصر القرية الصغيرة والتطور المعرفي المهول.. تعرفون أكثر مني أن التهديد لم يعد يأتي من الجيوش ولا من بلد آخر بل من منظمات غير حكومية وأصبحت المدن والمنشآت المدنية هي الهدف لهاته الشبكات الإجرامية وأصبح الهجوم “السيبرنتيكي” على شبكات الاتصال أو الأبناك أكثر كلفة من مهاجمة نقطة حدود أو ثكنة عسكرية..