شطاري-ألف بوست:
صنفت إدارة البيت الأبيض المغرب يوم الثلاثاء 21 مارس الجاري من ضمن الدول التي يجب أن تخضع للمراقبة والإجراءات الأمنية الخاصة بمنع حمل الأدوات الالكترونية مثل الحاسوب واللوحات الرقمية الى داخل مقصورة الطائرة، ويعتبر هذا التصنيف ضربة للأمن المغربي. وتقف عوامل أمنية وسياسية وراء القرار.
ويأتي تصنيف المغرب ضمن عدد من الدول والتي هي صديقة وحليفة للولايات المتحدة مثل العربية السعودية وقطر والأردن والإمارات العربية المتحدة والكويت علاوة على تركيا ومصر. وشملت اللائحة دول الشرق الأوسط وهي المعروفة بمنطقة النزاعات والإرهاب، فاختيار المغرب لوحده من شمال إفريقيا يعتبر ضربة أمنية لهذا البلد، بحكم أن المغرب لا يشهد مستوى مرتفعا من الإرهاب ولم يشهد عمليات إرهابية خلال السنوات الأخيرة. كما أن اختياره من شمال إفريقيا يأتي لكون لا توجد رحلات مباشرة من عواصم مغاربية أخرى نحو المطارات الأمريكية.
وتشترك معظم الدول التي جرى اختيارها لتطبيق الإجراءات الأمنية الجديدة وإخضاعها لها أن أجهزتها الأمنية تلقت تدريبا وتكوينا من نظيرتها الأمريكية بل ويوجد ضباط أمريكيون في مطارات هذه الدول.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها جريدة القدس العربي من مصادر خبيرة في الأمن الدولي، يعود تصنيف المغرب ضمن هذه الدول الثمانية التي مسها الإجراء لأن عدد من الرحلات من القارة الإفريقية تلتقي في مطار الدار البيضاء وتنهي رحلتها عبر الخطوط الملكية المغربية نحو نيويورك في معظم الأحيان. وهذا الوضع يستوجب مراقبة مشددة وإجراءات احتياطية.
في الوقت ذاته، يعتبر المغرب من الدول التي يخضع مواطنوها لمراقبة مشددة بحكم ارتفاع تورط المغاربة في عمليات إرهابية سواء ضمن داعش في العراق وسوريا أو في عدد من الدول الأوروبية، كما أن الاعتقالات والتطرف مرتفع في صفوفهم. وهذا التصور يوجد لدى الإدارة الأمريكية الجديدة.
وكان دونالد ترامب قد تحدث في بداية أغسطس/آب الماضي عن جزء من المغاربة كإرهابيين (القدس العربي 16 أغسطس 2016). وكان ذلك التصريح قد شكل صدمة للدبلوماسية المغربية وكذلك الجالية المغربية المقيمة في الولايات المتحدة التي لم تتورط في أعمال إرهابية باستثناء حالة واحدة تعود لسنوات عندما جرى اعتقال مهاجر مغربي بتهمة محاولة تفجير الكونغرس، وكان قد وقع في فخ للشرطة الفيدرالية الأمريكية وأثار اعتقاله الكثير من اللغط والجدل حول طرق الإيقاع بمشتبه فيهم.
ومن جاب آخر، يجب فهم إجراءات ترامب الجديدة بأنها تدخل ضمن تطبيق الحد الأدنى من برنامجه لمحاربة الإرهاب الذي يعتقد أن مصدره الدول الإسلامية، لإرضاء جزء كبير من الذين صوتوا عليه.
ومن الناحية الأمنية، وفي ظل الإجراءات المشددة في المطارات وخاصة العربية منها يصعب تمرير أي أداة إلكترونية معبئة بالمتفجرات، وذلك لحكم تطور أجهزة الرصد سكانير التي يتم استعمالها وغالبا ما يتم استيرادها من الولايات المتحدة. وقد يحدث إذا كان هناك تواطئ من طرف موظف ما، كما يعتقد أنه حصل منذ سنتين في الطائرة الروسية التي انطلقت من مصر نحو موسكو وسقطت بسبب تفجير.