شطاري-هسبريس:
حجّت أربع عائلات من مدينة العيون للاعتصام أمام مقر وزارة الداخلية وسط مدينة الرباط، احتجاجا على ما أسمته “التمييز الذي طالها فيما يتعلق بمنح بطائق الإنعاش التي يستفيد منها سكان الأقاليم الجنوبية في إطار الدعم الاجتماعي”.
العائلات الأربع تطالب بالتمكن من بطائق الإنعاش الوطني التي يتم منحها للفئات المحتاجة من الساكنة المحلية بالعيون، وذلك في إطار الدينامية الجديدة التي باشرتها السلطات المحلية في مجال الدعم الاجتماعي، والرامية إلى تحسين ظروف عيش المواطنين من ذوي الاستحقاق.
وفي هذا الإطار، تقول بيك عيشتو، إحدى المعتصمات أمام وزارة الداخلية، إن لها ابنين أحدهما يعاني من إعاقة جسدية وذهنية إضافة إلى مرض الصرع، فيما الابن الأصغر يعاني من التوحد و”يحتاج إلى عناية خاصة، إذ يتناول الحشرات في حالة لم تتم مراقبته” تضيف الأم، مؤكدة أنها لا تملك الإمكانات المادية التي تخول لها الاعتناء بأبنائها.
وتؤكد عيشتو، في تصريح لبعض وسائل الإعلام، أنه لطالما توجهت إلى السلطات المحلية بالعيون للمطالبة بالبطاقة، إلا أنه طوال مدة ثلاث سنوات وأربعة أشهر يتم التعامل معهم بناء “على منطق التسويف”، وفق قول المتحدثة.
وتضيف قائلة: “كنا نتوجه إلى العيون، للمطالبة ببطاقة الإنعاش، غير أن والي العيون سبق أن استقبلنا ووعدنا بأن يجد لمشكلنا حلا، وإلى حد اليوم لم يتحقق الأمر”، مردفة: “حين تهديدنا بأننا سنتوجه للاعتصام أمام مقر وزارة الداخلية بالرباط تم احتقارنا “.
وتواصل المتحدثة: “نريد فقط أن تتم إعانتنا على سد رمق جوعنا وأيضا للتكفل بمصاريف علاج الأبناء من خلال الحصول على بطاقة الإنعاش الوطني التي يتم منحها لسكان الأقاليم الجنوبية”، معتبرة أن هناك “ميزا عنصريا بين المواطنين، فهناك من هم في الدرجة الأولى، وهناك آخرون في الدرجة الأخيرة… ونحن كمغاربة نرفض أن تتم معاملتنا بهذه الطريقة، فلا فرق بين المواطنين، ولا نتقبل أن تتم السخرية منا واحتقارنا”.
من جانبها، تقول سلوف فاطمتو، واحدة من بين المعتصمات، إنها أم لستة أبناء أكبرهم مقبل على الدراسة في السنة الثانية باكالوريا، و”لم أجد إلى حد الساعة المال من أجل تسجيله”، تضيف المتحدثة، مواصلة: “أحد أبنائي معاق ولا أجد حتى مبلغ خمسة دراهم لنقله في سيارة أجرة إلى مركز العلاج”.
وتردف فاطمتو قائلة: “أنا مغربية أبا عن جد، وسأظل مغربية حتى موتي، ولا أطالب سوى ببطاقة الإنعاش من أجل إعانتي على علاجي ابني ودراسة أبنائي… اليد قصيرة، ولا أجد كيف أعينهم”.
وتواصل المتحدثة: “رأينا أنه في مدينة العيون هناك عائلات غير محتاجة وتستفيد من بطاقة الإنعاش، في حين نحن من لا حيلة لنا لا نجد شيئا نريد فقط بما نعيل به أبناءنا وبما نعالجهم”.