شطاري-العيون:
في كثير من الأحيان تحسب نجاحات بعينها لمسؤولين ظاهرين للملأ سواء ولاة أو عمال أو منتخبين، خصوصا عندما يتعلق الأمر بهندسة احتفالات مناسبات وطنية، فيغيب أو يغيب رجالات اشتغلوا صباح مساء، وحتى ساعات متأخرة من الليل لوضع آخر لمسات هذه الاحتفالات ومواكبتها حتى النهاية..
من بين هؤلاء الأشخاص “بوعبيد الكراب” الكاتب العام لولاية جهة العيون الساقية الحمراء، الذي يشهد له القاصي قبل الداني بالتفاني في عمله، والاجتهاد لئلا تسجل نقاط سوداء على سير جل الأنشطة المنظمة بمدينة العيون، والتي كان آخرها الاحتفالات المخلدة للذكرى 42 للمسيرة الخضراء.
مقربون من الكاتب العام للولاية، يحسبون كل هذه النجاحات التنظيمية للرجل، لما راكمه طيلة سنوات داخل الإدارة الترابية للمملكة، منذ كان رئيسا لدائرة بالعيون قبل سنوات، جسد فيها مقولة “تقريب الإدارة من المواطن”، بحيث حظي خلال تلك المدة بإجماع الشاكرين لمجهوداته ومجهودات الطاقم الذي اشتغل معه.
وخلال الأربع سنوات التي قضاها كاتبا عاما لولاية العيون، بصم “بوعبيد الكراب” على مسار متميز بحنكته المعهودة، التي جعلته يقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء السياسيين بالمدينة دون أن يحسب على طرف دون الآخر، عكس كثيرين سبقوه..
وما يحسب للرجل أيضا، أن “مكتبه” يظل مفتوحا طيلة ساعات تواجده به، دون أن يميز بين زواره، فيقضي حوائج الناس، وينصر المظلومين ويساعد المغلوبين، حتى أنه يظل قريبا من المحتجين أمام مقر الولاية؛ المطالبين بتوفير فرص العيش الكريم، وغالبا ما يتفق معهم على حلول ولو كانت مؤقتة..
نموذج “بوعبيد” ليس الوحيد في هذا الوطن، لكن لظروف خاصة لا تسلط الأضواء على هذه العينة من خدام البلاد والعباد..