حاوره: محمد سالم العربي:
بعد قرابة 5 سنوات من إبعاده عن تقديم نشرات الأخبار بالقناة الرسمية الأولى، وطرده بعدها وتوقيف راتبه، غادر الإعلامي الصحراوي “محمد راضي الليلي” إلى باريس بعد أشهر عديدة من جولات مكومية جابت مختلف مناطق المغرب للتعريف بقضيته وحشد مزيد من الدعم..
في هذ الحوار، نحاول و”الليلي” تسليط الضوء على تساؤلات عدة فيما يخص قضيته..
1-هل كان من اللازم على محمد راضي الليلي أن يهاجر إلى فرنسا ويطلب اللجوء السياسي؟
الإقدام على خطوة التقدم بطلب اللجوء السياسي بفرنسا لم يكن ممكنا إلا بعد أن أمعنت الدولة العميقة في تعنيفي ماديا و معنويا، و لما تمادت في إهانتي عند إصدارها أمر اعتقالي في سلا الجديدة خلال يناير 2016، و لما أصبحت قاب قوسين من القتل أو التشريد التام أو سلب الحرية بالكامل.
لقد فهمت بعد 3 سنوات و نصف من مخاطبة الشجر والحجر في المغرب أن هناك قرارا للدولة العميقة بوأدي تدريجيا، و في هذه الحالة لا يمكنني أن أستمر في مجابهة العدو بالوسائل التقليدية و لا يمكنني أن أنال حقوقي إلا عن طريق تدويل الموضوع و طلب الحماية من دولة هي صديقة لمصالح المغرب.
2- ما الذي تغير في قضيك إلى حدود الساعة؟
تغير الكثير على مستوى إشعاعها محليا في الصحراء الغربية و في المغرب، و إقليميا في دول المغرب العربي، و دوليا في فرنسا و أجهزتها الأمنية، و لن ندخر جهدا في إبلاغها لوسائل الاعلام الفرنسية، و نحن ننتظر فقط الوقت المناسب..
من جهة أخرى لم يتغير أي شيء على مستوى معاناتي المادية و مسلسل تشريد أسرتي المتواصل عن طريق التحضير لبيع المنزل الذي تقطنه في سلا الجديدة عن طريق المزاد العلني، و كأن البنك الشعبي سيصاب بالإفلاس نتيجة تخلفي لسبب قاهر عن أداء أقساط القرض البنكي.. وإجمالا الذي تغير في قضيتي أنها أصبحت قضية صحراويي الشتات، لأنها أبلغ دليل على إقصائهم العنصري من طرف المغرب.
3- هل اتصل بك أحد بالخارج من أجل العودة إلى المغرب؟
هناك محاولات بطرق غير مباشرة لسحب البساط من تحت الأقدام، و محاولة إفشال معركة نضالي تحت مسميات كثيرة، هناك من يستعمل في الخفاء طرقا غير أخلاقية للنيل من سمعتي،و هناك أحيانا استعمال وسطاء يظهرون في صفة أنهم يخشون على سمعة المغرب وأنني يجب أن أعود إلى هناك..غير أن القاسم المشترك بين كل هذه المحاولات هو نذالة الخصم و خسته في التعاطي مع مصير إنسان و شعب و أمة؛ يحلم بالحرية و الديمقراطية و المساواة..إنهم جبناء و هذه هي الخلاصة التي خرجت بها منذ بداية الصراع في 2013.
4- مؤخرا قمت بلقاء مصور مع منبر إعلامي يدافع عن وجهة نظر جبهة البوليساريو، واعتبر نشطاء مغاربة هذه الخطوة خيانة، بماذا ترد عليهم؟
لست مسؤولا عن فهم الآخرين لقضيتي لسبب بسيط هو أني أنا من عشت فصولها و تكبدت خسائرها و تجرعت مراراتها، و أبدا لن يستطيع أي شخص مهما كان أن يخلص إلى ما يجب أن تكون عليه المعركة مع عدو عنيد..أنا خائن للفساد و للتمييز العنصري و للاستبداد، وفي المقابل لابد أن نقول أن النظام المغربي هو من خانني و حرمني من حقوقي و جردني من المواطنة إن كان هناك أصلا شيء اسمه الوطن..
و من هذا المنبر أنا مستعد للتعبير عن آرائي و أفكاري عبر كل وسائل الاعلام التابعة لجبهة البوليساريو حتى و إن كان ذلك التلفزيون الصحراوي.و أريد أن أؤكد أن خطابات التخوين و صفحات الفيسبوك التي أنشأت للسب و الشتم لن تزيدني إلا إصرارا على إسماع من يقف وراءها أني على حق و مطالبي عادلة؛ و كل من يختصر القضية في رغيف فأرجوه أن يشغل المنطق و يحتكم إلى الوقائع التالية:
– لو كنت أبيع مبادئي من قبل لفعلتها مع المغرب و لكنت اليوم مسؤولا متخما بالمال العام..
5- في لقاءات مباشرة لك عبر الفيس بوك قلت أنك رفعت دعاوى قضائية ضد مسؤولين مغاربة لدى محاكم فرنسية، ماذا تنتظر من ذلك؟
القضاء الفرنسي ينتظر أن تحال عليه الشكاية بالتهديد والتحرش التي رفعتها مؤخرا إلى وزير الداخلية الفرنسي و التي فتح بشأنها تحقيق لدى الشرطة الفرنسية.
إننا ندرس كيف يمكن وضع شكاية ضد فيصل لعرايشي وفاطمة البارودي و ادريس الادريسي و محمد خباشي واخرين ممن كانت زياراتهم لفرنسا بغرض النزهة والسياحة، و لكنها ستتحول إن شاء الله إلى جحيم واستنطاق لدى الشرطة الفرنسية، ومتابعة أمام القضاء الفرنسي، لسبب وجيه هو أن هؤلاء دمروا أسرة و كفاءة وحاولوا النيل من سمعتها بتهمة التخوين.و أنا لا أريد أن اكشف كثيرا من الخطوات التي أقوم بها سرا و لها علاقة بهذا الموضوع.
6- هل سبق وتعرضت للتهديد جراء مواقفك بفرنسا؟
التهديدات بالقتل كثيرة، و سياسة التخوين يشرف على نشرها عدد من المخبرين المغاربة و رجال الأمن السريين عبر وسائط التواصل الاجتماعي و الأدلة على ذلك قمت بتسليمها لمصالح الأمن الفرنسي يوم الاثنين الماضي.
7- ما الحل الذي يراه “الليلي” الان منصفا لقضيته؟
الحل الفوري و العاجل هو أن لا يقوم القضاء المغربي بطرد أطفالي من المنزل، لأنها ستكون فضيحة حقوقية كبرى تنضاف إلى سياسة التصفية المادية و التضييق والاعتقال الذي مورس في حقي منذ 2013.
أما الحل النهائي للقضية فليس بيدي، إنه في يد الدولة العميقة..
8- هل يمكن أن نراك صحفيا مستقبلا في محطات تلفزيونية اروبية؟
اشتغالي في قنوات دولية ليس أولوية بالنسبة لي حاليا، أنا منشغل بمسار معركة حقوقية و سياسة عمرها الآن خمس سنوات. إنهم يرغبون في أن تنطفئ شعلة المعركة و لن نمكنهم من ذلك بحول الله.