ليلى الموساوي:
في تصريح خص به “شطاري” أكد رئيس جهة كليميم وادنون “عبد الرحيم بوعيدة” أن خطاب اليوم يشكل مرحلة جديدة من تاريخ المغرب بوضعه الحدود الأساسية لممارسة السياسة بمفهومها الحقيقي.
الدكتور “بوعيدة” قال أن الخطاب حدد الفواصل بين الوطن كمفهوم غير قابل للمزايدة وبين المزايدات السياسية اللحظية والتي قد يوظف فيها البعض مصالح الوطن من أجل لحظة انتخابية عابرة.
ويواصل “أيضا جلالته وضع مسافة بينه وبين الفرقاء السياسيين،باعتباره ملك للمغاربة جميعا، وعلى النخب السياسية أن تتوقف عن الزج به في معارك ضيقة، ثم عاد جلالته ليتحدث عن الفساد كمنظومة متكاملة محملا المسؤولية للجميع في تبعاته المستقبلية على مصلحة الوطن والمواطن رابطا الأمر بين الفساد وضرورة تفعيل آليات المحاسبة.
ويؤكد الأستاذ الجامعي أن الخطاب اليوم كان غنيا بالاشارات والدلالات الفاضحة، هو تشخيص لواقع سياسي ضعيف لنخب سياسية غير قادرة على استيعاب اللحظة السياسية الراهنة وغير قادرة أيضا على الاشتغال بمنطق نكران الذات وتغليب مصلحة الوطن وإبعاد القضايا الكبرى عن التوظيف السياسي.
ويعتبر ولد بوعيدة أن اللغة المستعملة اليوم في الخطاب لغة واضحة يفهمها الجميع و”أظن على أن هذه الهستيريا التي تصيب النخب السياسية والأحزاب عند اقتراب الانتخابات تخلط أحيانا بين مصلحة الحزب والوطن وتؤدي في العديد من الأحيان إلى ممارسة مايسمى بالعبث السياسي الذي غالبا مايضر بصورة الوطن وبقضاياه الحقيقية”.
ويواصل “في الماضي كانت النخب السياسية تفكر بمنطق ماذا سيربح الوطن ثم الحزب ثم الشخص اليوم المنطق مقلوب ويبدأ للأسف بماذا سأربح كشخص ويأتي الوطن في الاخير وكأنه مجرد محطة ترنزيت عابرة”.
ويرى الدكتور “عبد الرحيم بوعيدة” أن الملك أعطى خلاصة حقيقية عن الوضع يفهم منها أن على النخب السياسية أن تغير من آليات اشتغالها وأن ترقى بالعمل السياسي إلى مستوى التنافس بالبرامج والاستراتيجيات بدل البحث عن تقزيم الآخر بكل الوسائل المتاحة.