محمد سالم العربي:
بدأت التسخينات للانتخابات التشريعية القادمة بمدن الصحراء، انتهى تهافت المتهافتين للظفر بمقعد في البرلمان، ورسمت خارطة الطريق الجديدة تحت الطاولة، رغم أن الغموض لا يزال يكتسح المشهد الصحراوي، ويلقي بظلال من الريبة والشك حول مستقبل من كانوا ومن سيكونون.
لقاءات اتسمت بالسرية، رغم ألا سرية في الصحراء، فالأخبار تنتشر في الأزقة والشوارع انتشار النار في الهشيم، جلسات اعتبرها البعض ممن أبعدوا تصفية حسابات ضيقة بين معسكرات اختلفت باختلاف ولائها لصناع القرار، فعصفت بهم الرياح بعيدا لا كما أرادوا، واستقبل قراراتها آخرون بانتصار كبير بحجم ما دفعوا، أو بوزن من توسطوا لذلك.
الاستحقاقات الانتخابية القادمة بمدن الصحراء سيكون لها ما بعدها، لكن ما قبلها كثير. فالزوبعة الاعلامية التي تعيشها مدن وسط المغرب ومدى تناحر التيارات السياسية هناك، ان لم نقل تيارين اثنين لا يهم الصحراء في شيء، رغم أن أحد التيارات يحاول ومنذ مدة بعيدة إيجاد قدم له داخل العملية السياسية الصحراوية التي كانت تستعصي على كل وافد جديد، أما التيار الأول فلا أعتقد أنه سيعيد الكرة مرتين.
إن اختلاف وتباين ممثلي التيارات السياسية القدامى/الجدد، ونسبة العتبة المتدنية، وطبيعة المرشحين، عوامل قد تكون لها الكلمة الفيصل في هذا السباق الانتخابي، دون أن نغفل هروب آخرين من معتركات اللوائح المحلية إلى الوطنية الشبابية، كيف لا وهو المنصب الجاهز “المفصل” على مقاييس أصحابه.
ولا يزال دور القبيلة داخل المكون الاجتماعي الصحراوي حاضرا وبقوة، فالكل يكاد يجمع على اصطفاف أبناء العمومة في صف واحد بعيدا عن الانشقاقات التي شهدتها الاستحقاقات الانتخابية الماضية، وهذا المعطى وحده كفيل بخلق مفاجأة العام بعيدا عن أرانب السباق.